لم يثبت بدليل قطعى أن اللّه تعالى يعدم الأجزاء
ثم يعيدها، و احتج القاطعون عليه بآيات:
أحدها: قوله تعالى «كُلُّ شَيْءٍ
هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»، و الهلاك هو العناد. و ثانيها قوله تعالى: «هُوَ
الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ» و إنما كان أولا لأنه كان موجودا قبل وجودها. فكذا إنما
يكون آخرا إذا كان موجودا بعد وجودها.
و ثالثها قوله تعالى: «كَما بَدَأْنا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ» بين أن الإعادة كالابتداء. و كان الابتداء عن
العدم فوجب أن تكون الإعادة أيضا عن العدم.
و الجواب عن الأول: لا نسلم أن الهالك هو
المعدوم بل هو الّذي خرج عن حد الانتفاع، و الأجسام بعد تفرقها تصير كذلك سلمنا
أنه المعدوم لكن الآية على هذا التقدير لا يمكن اجراؤها على ظاهرها، لأن وصفها
بكونها هالكة يقتضي أن تكون معدومة فى
المحصل 561 مسئلة: أجمع المسلمون على
المعاد بمعنى جمع الأجزاء بعد تفرقها خلافا للفلاسفة. ..... ص : 555