فقالوا: لو كانت النفس حادثة لكانت مادية، و
مادتها إن كانت حادثة افتقرت إلى مادة أخرى، لا إلى نهاية. و ان كانت قديمة، فهو
المطلوب.
و أما الهيولى فإن كانت حادثة لزم التسلسل، و إن
كانت قديمة فهو المطلوب.
و أما الدهر فهو الزمان و هو غير قابل للعدم،
لأن كل ما صح عليه العدم، كان عدمه بعد وجوده، بعدية زمانية، فيكون الزمان موجودا
حال ما فرض معدوما و هذا محال، فإذا قد لزم من فرض عدم الزمان محال لذاته، فيكون
واجبا لذاته.
و أما الفضاء فهو أيضا واجب لذاته، لأن الواجب
لذاته هو الّذي يشهد صريح الفطرة بامتناع ارتفاعه.
و الفضاء كذلك، لأنه لو ارتفع، لما بقيت الجهات
متميزة بحسب الإشارات و ذلك غير معقول.