responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البراهين القاطعة نویسنده : الأسترآبادي، محمد جعفر    جلد : 1  صفحه : 399

هما اللّذان بينهما غاية التباعد ، ولا يحصل كون اللون طرفا إلاّ بها ، فلأجل ذلك ذكر هذا القيد في بيان الطرفين.

وهذا تنبيه على أنّ ما عداهما متوسّط بينهما وليس نوعا قائما بانفراده ، كما ذهب إليه بعض من أنّ الألوان الحقيقيّة خمسة : السواد ، والبياض ، والحمرة ، والصفرة ، والخضرة [١].

ونبّه بقوله : « المتضادّان » على امتناع اجتماعهما ، خلافا لبعض الناس ؛ حيث ذهب إلى أنّهما يجتمعان ، كما في الغبرة [٢].

وهو خطأ ؛ لاقتضاء الاجتماع البقاء المستلزم لرؤية الجسم في غاية البياض مثلا.

اللهمّ إلاّ أن يقال بحدوث لون آخر متوسّط من التركيب [٣].

وفيه : أنّ الوجدان شاهد على وجود الجسم ابتداء مع لون الغبرة من غير وجود بياض وسواد حتّى يتصوّر الاجتماع.

قال : ( ويتوقّف على الثاني في الإدراك لا الوجود ).

أقول : ذهب أبو عليّ بن سينا ـ على ما حكي [٤] ـ إلى أنّ الضوء شرط وجود اللون [٥] ، فالأجسام الملوّنة حال الظلمة تعدم عنها ألوانها ؛ لأنّا لا نراها في الظلمة ، فإمّا أن يكون لعدمها ـ وهو المراد ـ أو لحصول المانع ، وهو ما يقال : إنّ الظلمة كيفيّة قائمة بالمظلم مانعة عن الإبصار ـ وهو باطل ، وإلاّ لمنع من هو بعيد عن النار عن


[١] انظر : « المحصّل » : ٢٣٢ وقد نسبه إلى المعتزلة ؛ « نهاية المرام » ١ : ٥٣٩ ؛ « شرح المواقف » ٥ : ٢٤٢ ؛ « شرح المقاصد » ٢ : ٢٦٠.

[٢] هو الكعبي كما في « نهاية المرام » ١ : ٥٣٩ ، ولمزيد الاطّلاع راجع « شرح تجريد العقائد » : ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

[٣] قال به الكعبي أيضا على ما في « نهاية المرام » ١ : ٥٣٩.

[٤] حكاه العلاّمة في « كشف المراد » : ٢١٨ ؛ « نهاية المرام » ١ : ٥٤١.

[٥] انظر : « الشفاء » ٢ : ٨٠ ـ ٨٢ و ٨٨ ـ ٨٩ ، الفصل الأوّل من المقالة الثالثة ، وبه قال بهمنيار في « التحصيل » : ٦٩٠ و ٧٥٨ وكذا ابن الهيثم على ما في « شرح المواقف » ٥ : ٢٤٣.

نام کتاب : البراهين القاطعة نویسنده : الأسترآبادي، محمد جعفر    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست