كان والد الأسترآبادي من الأتقياء الصلحاء ، ورغب في أن يوجّه ولده لطلب العلم ، فبدأ الأسترآبادي رحلته العلمية في تلقّي الدروس في بلده ثمّ انتقل إلى « بارفروش » وكان يكتب بخطّه كلّ ما يدرسه ، ومنها كتاب « المطوّل » الذي فرغ منه سنة ١٢١٧.
ثمّ يمّم الأسترآبادي وجهه صوب العراق ، فحضر على السيّد عليّ الطباطبائي صاحب « رياض المسائل » وألّف في تلك الفترة كتاب « ملاذ الأوتاد » الذي هو عبارة عن تقريرات أستاذه في علم أصول الفقه.
وألّف الأسترآبادي ـ أيضا ـ كتاب « شوارع الأنام في شرح القواعد » في سنة ١٢٢٨ وهو ابن ثلاثين سنة ، وعرضه على أستاذه ، فاستحسنه وكتب له إجازة به.
وفي سنة ١٢٣١ قبل وفاة أستاذه بعامين رجع إلى بلاده أيّام رئاسة المولى محمّد رضا الأسترآبادي ، الذي كان من أجلاّء تلامذة الوحيد البهبهاني والمجاز منه ، فلم يتيسّر له الإقامة هناك ، وألّف فيها « مشكاة الورى » في شرح « الألفية » للشهيد الأوّل ; ، وقال في آخره : « فرغت منه في أسترآباد بعد مضيّ أربعة عشر شهرا من أوّل شروعه في سنة ١٢٣١ ».
ثمّ ذهب إلى قزوين أوائل أيّام رئاسة المولى عبد الوهّاب القزويني بها ، فنزل عليه ولاقى منه إكراما وترويجا حتّى سافر السلطان فتح علي شاه القاجاري إلى قزوين فاجتمع بالأسترآبادي وعرف فضله فطلب منه المجيء إلى طهران فأجابه.
ولمّا حلّها عيّن له السلطان دارا متّصلة بدور السلطنة في جنب مدرسة الحكيم هاشم التي عمرتها أمّ السلطان [٢].