responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 106

الروح، و العمل بمنزلة الجسد. و الأعمال بالنيّات كما أنّ حياة الجسد بالروح.

الرابع: الصدق. و هو مطابقة القول لما هو في نفس الأمر. و المراد هنا الصدق في القول و الفعل و النيّة و العزم و إتمام الأحوال العارضة له. و الصّدّيق هو الذي صار صدقه في هذه الامور ملكة له، و لا يقع خلافه البتّة لا في العين و لا في الأثر.

الخامس: الإنابة. و هي الرجوع إلى اللّه تعالى و الإقبال عليه. و لا يتمّ ذلك إلّا بثلاثة امور:

باطنيّ، و هو دوام التوجّه إليه تعالى بأفكاره و عزائمه.

و قوليّ، و هو دوام ذكره و ذكر أنعمه و ذكر مقرّبي حضرته.

و عمليّ، و هو المواظبة على الأعمال الصالحة، و الإحسان إلى خلق اللّه تعالى و دفع أسباب الضرر عنهم، و بالجملة التزامه بأحكام الشرع تقرّبا إلى اللّه تعالى.

السادس: الإخلاص. و هو أنّ جميع ما يفعله السالك و يقوله يكون تقرّبا إلى اللّه تعالى وحده لا يشوبه شي‌ء من الأغراض الدنيويّة و الاخرويّة أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ‌[1].

و متى مزج معه غرض دنيويّ أو اخرويّ- و لو ثوابا أو نجاة من العذاب- فذلك هو


الرابع عشر: ما خطر لهذا الضعيف، و تقريره: أنّ العمل مع النيّة و إن اشتركا في حصول الثواب و الفوز برضاء الرب تعالى، لكنّ العمل بدون نيّة كالجهاد الذي لا حراك به، بل كالصورة المنقوشة على الجدار التى لا حقيقة لها، و النيّة كالروح السارية في الأعضاء و القوى، و كان كمال العمل بها فكانت أكثر خيريّة. و لا ينافي ذلك حديث: «أفضل العبادة أحمزها» فإنّ حظوظ النفس و ميولها كثيرة لا تكاد تحصر، فحصول النيّة المشتملة على كمال الإخلاص خالصة من تلك الحظوظ، و الميول تفتقر إلى مجاهدات توجب لها الأحمزيّة، فكانت أفضل، فاستحقّت اسم الخيريّة. و على ذلك يخرج جواب: «إذا همّ بحسنة كتبت له».

الخامس عشر: ما خطر للضعيف أيضا، و تقريره: أنّ النيّة لمّا كانت حقيقتها كمال الإخلاص، كان حصولها يستلزم حصول المعارف الحقيقة، و استحضار صفات الجمال و نعوت الجلال التي هي كالأسباب لذلك الإخلاص،- بخلاف العمل- فكانت أفضل. و خلوصها أيضا عن الشبهات و المعارضات، يفتقر أيضا إلى مجاهدات فكريّة توجب لها وصف الأحمزيّة، فكانت أفضل.

السادس عشر: أنّ النيّة لمّا كانت لازمة لتعظيم مقام الربوبيّة، و شكر أنعامه، و كانت من لوازم الإيمان الذي هو واجب الدوام و البقاء ببقاء النفس الإنسانيّة، و يستحيل تطرّق النّسخ و التغيّر إليه، فحكمها حكمه، بخلاف العمل الذي يجوز تغيّره و نسخه، فكانت أفضل. و هذا أيضا من خواطر الضعيف. نضد القواعد الفقهيّة: 187.

[1]الزمر/ 3.

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست