responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 105

قال شيخنا (أي الشهيد): و هذه الثلاثة من السوانح (أي من عوارض فكري).

الرابع: ما قاله بعض العلماء: إنّ خلود المؤمن في الجنّة إنّما هو بنيّته أنّه لو عاش أبدا لأطاع اللّه أبدا. و خلود الكافر في النار بنيّته أنّه لو بقي أبدا لكفر أبدا.

الخامس: ما حكاه المرتضى رحمه اللّه، أنّ المراد أنّ نيّة المؤمن بغير عمل خير من عمله بغير نيّة. و أجاب عنه بأنّ أفعل التفضيل يقتضي المشاركة، و العمل بغير نيّة لا خير فيه فكيف يكون داخلا في باب التفضيل؟! و لهذا لا يقال: «العسل أحلى من الخلّ».

السادس: أنّه عامّ مخصوص أو مطلق مقيّد، أي نيّة بعض الأعمال الكبار- كنيّة الجهاد- خير من بعض الأعمال الخفيفة كتسبيحة أو تحميدة أو قراءة آية، لما في تلك النيّة من تحمّل النفس المشقّة الشديدة و التعرّض للغمّ و الهمّ الذي لا يوازيه تلك الأفعال. و بمعناه قال المرتضى نضّر اللّه وجهه، قال: و أتى بذلك لئلّا يظنّ أنّ ثواب النيّة لا يجوز أن يساوي أو يزيد على ثواب بعض الأعمال. ثمّ أجاب بأنّه خلاف الظاهر لأنّ فيه إدخال زيادة ليست في الظاهر. قال شيخنا المصنّف: المصير إلى خلاف الظاهر متعيّن عند وجود ما يصرف اللفظ إليه، و هو هنا حاصل، و هو معارضة الخبرين السالفين. فيجعل ذلك جمعا بين هذا الخبر و بينهما.

السابع: للمرتضى أيضا، أنّ النيّة لا يراد بها التي مع العمل، و المفضّل عليه هو العمل الخالي من النيّة. و هذا الجواب يرد عليه النقض السالف، مع أنّه قد ذكره كما حكيناه عنه.

الثامن: له أيضا، أنّ لفظة «خير» ليست التي بمعنى أفعل التفضيل، بل التي هي موضوعة لما فيه منفعة، و يكون معنى الكلام أنّ نيّة المؤمن من جملة الخير من أعماله، حتّى لا يقدّر مقدّر أنّ النيّة لا يدخلها الخير و الشرّ كما يدخل ذلك في الأعمال. و حكى عن بعض الوزراء استحسانه، لأنّه لا يرد عليه شي‌ء من الاعتراضات.

التاسع: له أيضا، أنّ لفظة أفعل التفضيل قد تكون مجرّدة عن الترجيح، كما في قوله تعالى: وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‌ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‌ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا. (الإسراء/ 72.)، (أمالي المرتضى 2: 315).

فإن قلت: فقضيّة هذا الكلام أن يكون في قوّة قوله: النيّة من جملة عمله، و النيّة من أفعال القلوب فكيف يكون عملا؟

لأنّه يختصّ بالعلاج. قلت: جاز أن يسمّى عملا كما جاز أن يسمّى فعلا، أو يكون إطلاق العمل عليه مجازا.

العاشر: ما أجاب به ابن دريد، و هو أنّ المؤمن ينوي الأشياء من أبواب الخير كالصدقة و الصوم و الحجّ، و لعلّه يعجز عنها أو عن بعضها، و يؤجر على ذلك، لأنّه معقود النيّة عليه.

الحادي عشر: جواب الغزاليّ، بأنّ النيّة سرّ لا يطّلع عليه إلّا اللّه تعالى، و عمل السرّ أفضل من عمل الظاهر.

الثاني عشر: أنّ وجه تفضيل النيّة على العمل أنّها تدوم إلى آخره حقيقة أو حكما، و آخر العمل لا يتصوّر فيها الدوام، بل يتصرّم شيئا فشيئا.

الثالث عشر: لشيخنا رحمه اللّه، أنّ النيّة لمّا كانت لا تقف عند حدّ، بل هي مستمرّة بالنسبة إلى جميع الأوقات و جميع الأعمال و جميع التروك فكانت خيرا من العمل الذي يقع حينا ما، و لهذا قال الصادق عليه السّلام: «يحشر الناس يوم القيامة على نيّاتهم». قال: و هذا أجود الوجوه. و اللّه أعلم. (القواعد و الفوائد 1: 110).

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست