responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 87

الثاني: جواب محمود الخوارزميّ‌[1]: و هو أنّ التغيّر في الصفة الذاتيّة إنّما لا يجوز إذا كانت مطلقة، أمّا إذا كانت مشروطة بشرط فجاز التغيّر بحسب تغيّر ذلك الشرط. فإنّه تعالى كان قادرا في الأزل على خلق العالم فلمّا خلقه زالت تلك القدرة و إن كانت ذاتيّة و ذلك لأنّ إيجاب الذات لتلك القدرة كان مشروطا بعدم المقدور فلمّا وجد زالت تلك القدرة لزوال شرطها. فكذا هنا كان عالما بكون زيد في الدار مشروطا بعدم خروجه فلمّا خرج زال ذلك العلم.

الثالث: جواب أبي الحسين البصريّ‌[2]: و هو أنّ علمه الأوّل لم يزل لاستحالة زوال الصفة الذاتيّة، و تجدّد له علم آخر لتجدّد شرطه و هو وجود المعلوم.

الرابع: جواب بعض شيوخنا المتقدّمين‌[3] و قريب منه جواب المصنّف، و هو: أنّ ما ذكروه إنّما يتمّ على تقدير كون علمه زائدا على ذاته و هو باطل كما يجي‌ء، بل علمه عندنا نفس ذاته المقدّسة. و يلزمه أنّ العلم مطلق الإضافة إلى المعلوم الذي لا يتغيّر، و إذا تغيّر المعلوم تتغيّر الإضافة الخاصّة التي بينه و بين الذات، و لا يلزم من تغيّرها تغيّر الذات لعدم كون تلك الإضافة بخصوصيّتها ذاتيّة أو لازمة. و أيضا: فإنّا نعلم ضرورة أنّ من علم متغيّرا لم يلزم من تغيّره تغيّر في ذاته.

[الواجب تعالى حىّ‌]

قال: فائدة- الحيّ عند المتكلّمين: كلّ‌[4] موجود لا يستحيل أن يقدر و يعلم.

و البارئ تعالى ثبت أنّه قادر عالم، فوجب أن يكون حيّا بالضرورة.

أقول: هذه أيضا من صفاته الثبوتيّة، فقال الحكماء: معنى أنّه حيّ أنّه الدرّاك الفعّال.


[1]محمود بن أحمد بن محمّد بن العبّاس بن أرسلان، أبو محمّد الخوارزميّ. فقيه شافعيّ من أهل خوارزم مولدا و وفاة، سمع الحديث بها، و صنّف: الكافي في نظم الشافي. الأعلام للزركلي 7: 181.

[2]أبو الحسين البصريّ محمّد بن علي بن الطبيب. شيخ المعتزلة، و المتكلّم على مذهبهم، و صاحب التصانيف الكلاميّة، منها: المعتمد، و تصفّح الأدلّة، و شرح الأصول الخمسة. سكن بغداد و مات بها سنة 436 ه. العبر 2: 273. شذرات الذهب 3: 259.

[3]لعلّه إشارة إلى ما أجاب به العلّامة في «كشف المراد» عن اعتراض الحكماء القائلين بنفي علمه تعالى بالجزئيّات الزمانيّة، بأنّ التغيّر إنّما هو في الإضافات، لا في الذات و لا في الصفات الحقيقيّة، كالقدرة التي تتغيّر نسبتها و إضافتها إلى المقدور عند عدمه و إن لم تتغيّر في نفسها. و تغيّر الإضافات جائز لأنّها امور اعتباريّة. كشف المراد: 222.

[4]الفصول النصيريّة: هو.

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست