الفقيه الأعظم وجه وجوه الطائفة، وحيد عصره، و فريد دهره، قدوة
المحققين، الشيخ الجليل نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العامليّ
الكركيّ، الفقيه، الملقّب تارة بالشيخ العلائيّ، و اخرى بالمحقق الثاني[1].
و كانت بلدة الكرك معقلا للشيعة منذ الفتح الإسلامي، بسبب وجود بعض
القبائل الموالية للإمام عليّ (عليه السّلام) مع الجيوش التي فتحت بلاد الشام و
دخلت البقاع، أمثال الهمدانيين و خزاعة التي تفرّع منها الحرافشة، و حتى الأوزاعي
الذي درس في الكرك يبدو متأثّرا بطريقة الشيعة في الرواية عن أهل البيت[3].
و انحصرت تراجم الأعلام الكركيّين الذين عثرت عليهم في بطون الكتب
خلال قرون عدّة على الشيعة فقط، و لم أقع على ترجمة واحدة لعالم كركي من
[1]ما أكثر المحققون عند الشيعة و لكنّها لم تصر علما إلّا
للمحقّق الحلّي جعفر بن الحسن، و المحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العال.
كما اختصّ لقب العلّامة بالحسن بن المطهّر، أو الشهيد بمحمد بن مكي
العاملي و زين الدين بن علي العامليّ الجبعيّ، و لقب بحر العلوم بالسيد محمد مهدي
الطباطبائي، و الفاضل للمقداد السيوري و.
[2]كرك نوح:
أي
مدينة نوح، أو حصن نوح، و قيل:
كرك
لفظة سريانية (كركو) بمعنى حصن أو معقل، و ورد أيضا
بالعبرية (كركونوه) مدينة السلام، و ضبطها العرب بفتح
الكاف و سكون الراء بمعنى الجبل.
انظر
معجم أسماء المدن و القرى اللبنانية:
145 لسان العرب:
10: 481.
و روى سبط ابن الجوزي (المتوفى 654 ه) قال: «ببلد بعلبك في البقاع
قرية يقال لها: الكرك فيها قبر يقال أنّه قبر نوح» سبائك الذهب في معرفة قبائل
العرب: 10 عن تاريخ كرك نوح: 100.