دليلنا على صحة ما ذهبنا إليه: الإجماع المتكرر ذكره.
و أيضا ما رواه
عبد الله بن زيد الأنصاري [1] قال: شكي الى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
الرجل يخيل إليه الشيء و هو في الصلاة.
فقال صلى
الله عليه و آله و سلم: «لا ينفتل عن صلاته حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا»[1].
و روى أبو
هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: «إذا كان أحدكم في المسجد،
فوجد ريحا بين أليتيه فلا ينصرف، حتى يجد ريحا، أو يسمع صوتا»[2].
و في خبر
آخر: «إن الشيطان يأتي أحدكم و هو في الصلاة، فينفخ بين أليتيه فيقول: أحدثت،
أحدثت، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا»[3].
و كل هذه
الأخبار توجب اطراح الشك و البناء على اليقين، و لم يفرق في جميعها بين أن يعرض
ذلك مرة أو مرارا.
و تعلقهم
بقوله عليه السلام: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»[4] ليس بشيء،
و هذا الخبر دليلنا في المسألة، لأن ما يريبه الشك، و الذي لا يريبه هو اليقين،
فيجب أن يعمل على اليقين و هو الوضوء، و يطرح الشك.
[1]
أبو محمد عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب المازني، الأنصاري، روى عن النبي صلى
الله عليه و آله و سلم حديث الوضوء و غيره، و روى عنه ابن أخيه عباد بن تميم، و
سعيد بن المسيب، و يحيى بن عمارة و غيرهم، قتل بالحرة سنة 63 ه. انظر: أسد الغابة
3: 167. الإصابة في تمييز الصحابة 2: 312- 4688، سير اعلام النبلاء 2:
377- 186،
تهذيب التهذيب 5: 196- 386.
[2]
صحيح البخاري 1: 132- 134، صحيح مسلم 1: 276- 98، سنن أبي داود 1: 45- 176، السنن
الكبرى للبيهقي 1: 161، جامع الأصول 7: 195- 5215.
[3] صحيح
مسلم 1: 276- 99، سنن الترمذي 1: 109- 75، السنن الكبرى للبيهقي 2: 254، جامع
الأصول 7: 194- 5214، التحقيق في اختلاف الحديث 1: 153- 251.
[4] سنن
أبي داود 1: 45- 177، مسند أحمد 3: 96، كنز العمال 1: 251- 1269، بتفاوت.
[5] سنن
النسائي 8: 230، السنن الكبرى للبيهقي 5: 335، مسند أحمد 3: 112، مجمع الزوائد 1:
238، نصب الراية 2: 471، جامع الأصول 10: 179- 7674.