responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 57

الكتاب و حيث قد ذكرنا ما يصحب في سفره من الطعام فلنذكر ما يحضرنا و يتهيأ ذكره من الآداب المتعلقة بالأكل بحسب ما يهدينا إليه واهب الألباب فنقول إن الطعام ما يحضر بين يدي الإنسان إلا بعد أن يولي الله جل جلاله بيد قدرته و حكمته و رحمته و داعيته و اختياره و إرادته إنشاء السماوات و الأرضين و البحار و الأنهار و الغيوث و الغيوم و الأمطار و فصول الصيف و الشتاء و الربيع و الخريف و ما فيها من المنافع و الأسرار و يستخدم في ذلك من يختص بهذه المصالح من الملائكة و من يقوم بتدبير الخلائق من الأنبياء و الأوصياء و الرعايا و الولاة و أصحاب الصنائع و الأكرة و الحدادين و النجارين و الدواب التي يحتاج إليها لهذه الأسباب و من يقوم بمصالح ذلك و مهماته من ابتدائه إلى حين طحنه و خبزه و حمله إلى بين يدي من يأكله أوقات حاجاته فالمنة فيه لله جل جلاله أعظم من المئونة على مائدة بني إسرائيل فيجب أن يكون العبد عارفا و ذاكرا و شاكرا لهذا الإنعام الجزيل الجليل و جالسا عند أكله بين يدي الله جل جلاله ليأكل من طبق ضيافته كما يجلس العبد بين يدي سلطان قد عمل له طعاما و استخدم فيه نفسه و خواصه و من يحتاج إليه من أهل دولته و السلطان ناظر إلى الذي يأكل كيف شكره لنعمته و كيف حفظه لحضور السلطان و حرمته و كيف يتأدب في جلوسه بين يديه و كيف يقصد بأكل الطعام ما يريد به السلطان مما يقربه إليه. أقول ثم يكون العبد ذاكرا و شاكرا أنه إذا أكل الطعام أنه لو لا ما وهبه الله جل جلاله من الجوارح التي تعينه على حمله و أكله و مضغه و الريق الذي يأتي بقدر حاجته من غير زيادة على اللقمة فكانت الزيادة تجري من فمه و لا نقيصة فكانت اللقمة تكون يابسة أو غير ناعمة. أقول و ليكن ذاكرا و شاكرا أنه إذا صار الطعام في معدته فإن الله‌

نام کتاب : الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست