responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 359

الفضائل التى افادها العقل يشوقها الى الفعل فسلكت سفلا و لم تسلك علوا اذ لم يقو على ذلك فأفاضت من نورها و فضائلها على كل ما تحتها و ملأت هذا العالم من نورها و بهائها و حسنها من صور الانواع و طبائع الحيوان و النبات و المعادن و الاسطقسات و اما الطبيعة و الصّورة الحسية فهى أيضا فى غريزتها الفعل على ما دونها و الجود على ما تحتها بالناموس الالهى و السنة الربانية لكن الطبيعة لما كانت اخر الجواهر الصورية و ادناها فلم يقو على شي‌ء غير الهيولى التى هى القابلة المحضة و شانها امكان الاشياء و استعدادها و غير الحركة التى هى خروج الشي‌ء من القوة الى الفعل فالهيولى و الحركة شأنهما الحدوث و الدثور و الاخذ و الترك و الشروع و الانتهاء و التجدد و الانقضاء فلا جرم سيخرب هذا العالم و يزول جميع ما فى الارض و السماء الى العدم و الفناء فتكرّ الطبيعة راجعة الى عالم النفس و النفس راجعة الى عالم العقل و العقل راجعا الى الواحد القهّار كما قال تعالى‌ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‌ فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ‌ فاذا رجعت الاشياء الى مقارّها الاصلية بعد خروجها عن عالم الحركات و الاستحالات و الشرور و الآلام و الآخران بالموت و الفساد و الفزع و الصعق يعطف عليها الرحمة الالهية تارة اخرى بالحياة التى لا موت فيها و البقاء الّذي لا انقطاع لها و لهذا قال ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون و قال و اشرقت الارض بنور ربّها و تلك الارض الاخروية المقبوضة هى صورة ذات حياة نسبتها الى هذه الارض التى نحن الآن عليها نسبة السماء الى الارض و جميع ما فى ذلك العالم صورة حيوانية ادراكية ليس لها موضوع او مادة لا حياة لها كهيولى هذا العالم و اجسادها التى يكون الحياة عرضية لها عارية عليها من النفس و كذلك الماء و النار و الهواء و الشجرة و الجبال و الابنية و البيوت كلها موجوده هناك بوجود صورى نفسانى بلا مادة و حركة و قوة و امكان لان صورتها معلقة قائمة لا فى مادة على انها ليست الّا جزئيه مشاهدة محسوسة

نام کتاب : مجموعة الرسائل التسعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست