responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 49

فإن جواهر ذلك العالم أقدم و أقوم بحسب الوجود بالفعل من جواهر هذا العالم، بل هذه أظلال و أشباح لها كما صرح به الأقدمون.

و أما حقيقة الجوهر فإن المتقدم من أفرادها بالوجود ليس هو سببا لأن يصير المتأخر بحيث يحمل عليه معنى الجوهرية، فإن الجوهر- جوهر بحسب ذاته لا بجعل جاعل، و جوهرية شي‌ء ليست بسبب أمر يحمل عليه الجوهر، لكنه في وجوده يحتاج إلى أسباب و علل. و لا جوهرية شي‌ء في أنها جوهرية علة لجوهرية شي‌ء آخر، فالجوهر العلي أخلق و أولى بالوجود من الجوهر المعلولي، لا بأن يكون جوهرا لأن التقدم و التأخر إذا أضيف إلى شيئين فقد يكون بذاتيهما كتقدم وجود على وجود كوجود العلة على وجود المعلول، و قد يكون التقدم و التأخر الذي نسب إلى شيئين باعتبار أمر ثالث كتقدم نوح على نبينا (ع) و تقدم شخص الأب على الابن لا في الإنسانية فإنها في الجميع بالسواء بل في الزمان و الوجود، و كل منهما معنى زائد على نفس الماهية. فالوجود متقدم على الوجود بالطبع لا بأمر زائد.

و أما الجوهرية فهي بالسواء في الجميع فكما أن الجسم موجود لا في موضوع فكذا- أجزاؤه بلا تقدم و لا تأخر فيها.

فقد ثبت من هذا الطريق أيضا أن معنى الجوهر الذي يصلح أن يكون جنسا للعقل و الفلك و الحيوان و الشجر و الحجر ليس يصلح أن يجعل حقيقة واجب الوجود، و لا بحيث بحمل عليه- تعالى- حمل جنس أو غيره أصلا لأنه ليس ذا ماهية، كما علمت بل الوجود المتأكد له كالماهية لغيره.

تنبيه‌

اعلم أن ما ذكرناه هو ما أدى إليه نظر جمهور الفلاسفة من أتباع المعلم الأول.

و أما على مذهب طائفة من شيعة أفلاطون و الأقدمين القائلين بأن الوجود اعتباري ذهني و ليس التقدم بين الموجب التام و معلولها إلا بالماهية فيتقدم عندهم جوهر العلة في أنها جوهر على جوهر المعلول، بل يقولون إن جوهر المعلول في أنه جوهر كظل لجوهر العلة.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست