responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 481

و كم من شخصين متعلمين مدة واحدة سبق أحدهما الآخر بحقائق علمية مع أن اجتهاده أحق و سعيه أكثر، و لكن لشدة الحدس و قوة الذكاء، فيصل إلى المقام الأعلى و يرجع الآخر بخفي حنين، و يصير مطرحا للشين، و مع تضييعه الوقت في غير ما خلق لأجله ربما يظن بنفسه أنه نال البغية، و بلغ المقام، و ليته كان في درجة العقل الهيولاني من غير أن يتقرر في نفسه هيئة الجهل المركب المضاد للكمال، نعوذ بالله من الضلال، و إليه أشير بقوله تعالى:" الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً" إلى قوله" فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً" و كم من شخص يستنبط الشي‌ء من نفسه من غير تعلم.

و كما أن في طرف نقصان النورية و خموده ينتهي إلى عديم الحدس من الأغبياء، يعجز الأنبياء من إرشادهم، حتى يسمع خاتمهم من الملك العلام" إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‌" فيجوز أن ينتهي في طرف شدة النورية و شروقها إلى نفس شريفة شديد الحدس ينتهي إلى آخر المعقولات في زمان قصير من غير تعلم، فيدرك أمورا عقلية يقصر عن دركها غيره من الناس إلا برياضات علمية في مدة طويلة، فيقال له إنه، نبي، أو ولي. و إن ذلك كرامة أو معجزة، و هو من الممكنات العقلية الأقلية كما ذكرناه.

الخاصية الثانية كمال القوة المتخيلة

هو كونها قوية بحيث يشاهد في اليقظة عالم الغيب لما سبق، فيشاهد الصور الجميلة و الأصوات الحسنة المنظومة على الوجه الجزئي في مقام" هورقليا" أو في غيرها من العوالم الباطنية، أو تحاكي ما شهدتها النفس في عوالم الجواهر العقلية، و لا سيما في عالم العقل المفيض لهذا النوع البشري- بإذن ربه-، فيرى في اليقظة و يسمع ما كان يراه و يسمعه في النوم بالسبب الذي ذكرناه، فيكون الصورة المحاكية للجوهر الشريف بأحد الوجهين، صورة عجيبة في عالم الحس، فهو الملك الذي يراه النبي و الولي، و يكون المعارف التي تصل إلى النفس من اتصال الجواهر الشريفة بتمثل الكلام المنظوم الواقع في غاية

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست