نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 480
فصل في أصول المعجزات و الكرامات
و هي، ثلاثة لأن الإنسان ملتئم عن عوالم ثلاثة، من جهة مبادي إدراكات
ثلاثة، التعقل، و التخيل و الإحساس.
و قد مر أن كل إدراك فهو ضرب من الوجود، فشدة التعقل و كماله في
الإنسان يوجب له مصاحبة القدس و مجاورة المقربين و الاتصال بهم و الانخراط في
سلكهم.
و شدة القوة المصورة فيه يؤدي إلى مشاهدة الأشباح المثالية و الأشخاص
الغيبية و تلقي الأخبار الجزئية منهم، و الاطلاع على الحوادث الماضية و الآتية
بهم.
و شدة القوة الحاسة المساوقة لكمال قوة التحريك فيه، يوجب انفعال
المواد عنه و خضوع القوى و الطبائع الجرمانية له.
فالدرجة الكاملة من الإنسان بحسب نشئاته الجامعة لجميع العوالم، هي
التي يكون الإنسان بها قوي القوى الثلاث، ليستحق بها خلافة الله و رئاسة الناس.
فعلم مما ذكرنا، أن أصول المعجزات و الكرامات كمالات و خاصيات ثلاث
لقوى ثلاث.
الخاصية الأولى كمال القوة النظرية
و هي أن تصفو النفس صفاء يكون شديدة الشبه بالعقل، ليتصل به من غير
كثير تفكر و تعمل، حتى يفيض عليها العلوم من دون توسط تعليم بشري، بل يكاد أرض
نفسه الناطقة أشرقت بنور ربها، و زيت عقله المنفعل لغاية الاستعداد، يضيء بنور
العقل الفعال، الذي ليس هو بخارج عن حقيقة ذاته، و إن لم تمسه نار التعليم البشري،
فإن النفوس منقسمة إلى ما يحتاج إلى التعليم و إلى ما يستغني عنه و المحتاج إلى
التعليم قد لا يؤثر فيه التعليم- و إن طال طلبه و اشتد تعبه- و قد يتعلم على قرب.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 480