responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 395

فإذا تمهد هذه الأصول و المقدمات، مع تتبع الأحاديث و تدبر الآيات، تحقق و تيقن و انكشف و تبين، أن المعاد في المعاد، هو مجموع النفس بعينها و شخصها و البدن بعينه و شخصه دون بدن آخر عنصري كما ذهب إليه الغزالي أو مثالي كما ذهب إليه الإشراقيون.

و هذا هو الاعتقاد الصحيح المطابق للعقل و الشرع الموافق للملة و الحكمة، فمن صدق و آمن في المعاد بهذا، فقد آمن بيوم الحساب و الجزاء، و قد أصبح مؤمنا حقا، و النقصان عن هذا الإيمان خذلان بل كفر و عصيان.

و بما حققناه من المقدمات و الأصول اندفع شبهة الجاحدين للحق و المنكرين للمعاد الجسماني.

منها، أنه إذا صار إنسان معين غذاء لإنسان آخر

فالأجزاء المأكولة إما أن يعاد في بدن الآكل أو في بدن المأكول، و أيا ما كان لا يكون أحدهما بعينه معادا بتمامه.

و أيضا إذا كان الآكل كافرا و المأكول مؤمنا، يلزم تعذيب المطيع و تنعيم المعاصي، أو يلزم أن يكون الآكل كافرا معذبا و المأكول مؤمنا منعما، مع كونهما جسما واحدا.

و اندفاعه على ما مهدنا من الأصول بعد فهمها و تحقيقها، بأن العبرة في تشخص كل إنسان إنما هو بنفسه، و أما بدنه من حيث هو بدنه، فليس له تشخص إلا بالنفس، بل ليس له من هذه الحيثية حقيقة و لا ذات حتى يكون له في ذاته تعين بهذا الاعتبار و توحد، إلا بحسب ما يتصرف فيه، أي نفسه، و ليس من شرط كون بدن زيد محشورا مثلا أن يكون الجسم الذي صار مأكولا لسبع أو إنسان من حيث هو جسم معين له حقيقة لحمية أو عظيمة أو عصبية يحشر يوم القيامة، أي بهذا الاعتبار، بل المحشور ليس إلا بدن زيد، أي جسم يكون بعد ما انحفظت شخصيته بأنه بدن زيد، و إن تبدلت جميع أجرائه في نفسها و ذاتها لا من حيث إنها أجزاء بدن زيد بعينها.

إنما الاعتقاد في حشر الأبدان يوم الجزاء هو أن يبعث أبدان من القبور إذا رآه أحد كل واحد واحد منها يقول، هذا فلان بعينه، و هذا فلان بعينه، من غير شك و ريب، و يكون اعتقاده بأن هذا فلان بعينه اعتقادا صحيحا مطابقا لما هو الواقع، لا أن يكون الأبدان مثلا و أشباحا للأشخاص، بل الأبدان الإنسانية يجب أن يكون مما يصدق عليها

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست