responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 393

الأمر، فالنار الجسمانية التي هي في هذا العالم شرر من نار قهر الله المعنوية بعد تنزلها في مراتب كثيرة كتنزلها في مرتبة النفس بصورة الغضب إذ ربما يؤثر سورة الغضب في إحراق الأخلاط مع رطوبتها ما لا يؤثر النار في الحطب اليابس، و من هذا يعلم أن كل مسخن لا يجب أن يكون حارا.

و اعلم أن هذه النار التي تراها في الدنيا ليس هذا الصفا و الإشراق و التلألؤ و اللمعان داخلا في حقيقتها، فإن ذلك كله مسلوب من النار الحقيقة العقلية و من النار الجسمانية الأخروية، و إنما يثبت لهذه النيران لأنها ليست نيرانا محضة، بل فيها نار و نور.

و أما النار المحضة فإن تمامها محرقة موذية قطاعة نزاعة، و هذا المحسوس من النار ليس محرقا حقيقة، و الذي يباشر الإحراق و التفريق حقا و حقيقة هي نار إلهية، مستورة عن هذه الحواس خارجة عن الفكر و القياس، و هي النار الكبرى" الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ" و النفوس المرتبطة نوعا من الارتباط بهذا المحسوس.

و كما أن حرارة الحمى الشديد أثر من الأخلاط الردية و انحراف المزاج عن الاعتدال في الطبيعة، فكذلك شدة حرارة نار جهنم سببها المعاصي و الأفعال السيئة و الانحراف عن العدالة و منهج الشريعة.

الأصل السابع‌

أن المادة التي لا بد منها في وجود الحوادث و حدوثها و لا بد للحركات و التغيرات و الانتقالات الخيالية عن تحققها و ثبوتها ليست حقيقتها إلا قوة الشي‌ء و إمكانه الاستعدادي و منبعها الإمكان الذاتي، و لهذا حصلت من المبادي العقلية من جهة إمكاناتها، و منشأ الإمكان ذاتيا كان أو استعداديا، هو نقص الوجود و قصور التجوهر بحسب مرتبة الماهية أو بحسب الواقع.

فما دام الشي‌ء له قصور في ذاته و نقص في جوهره، فله نسبة إلى القوة و يحدث منه المتجددات و يباشر الحركات و التحريكات و يزاولها، فكما أن العقول تنقسم في مذهب الإشراقيين إلى ما لا يصدر منها الأجسام و هي العقول الواقعة في سلسلة الطول و يسمى‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست