responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 385

و تشخصه هي نفسه التي هي صورته مع أية مادة كانت عظيمة أو صغيرة و على أي شكل و وضع كان، و قد وقع في الحديث" أن أهل الجنة جرد مرد" و" أن ضرس الكافر مثل جبل أحد".

و ظاهر، أن عظم جثته يكون على شبه هذه البنية. و السبب في كون بدن المؤمن في الدنيا و الآخرة أمرا واحدا بالشخص، و إن كان في الدنيا قبيح المنظر كثير الشعر في الوجه و سائر الجسد و في الآخرة حسن الوجه، أجرد و أمرد، هو أن التشخص إنما يكون بالنفس الناطقة و هي حقيقة الإنسان و هويته و شخصه و هي باقية بعينها و مع بقائها يكون التشخص باقيا و الوحدة الشخصية باقية.

و قوله تعالى في حق الكفار المعذبين بالنار" كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها" يؤيد ما ذكرنا.

و البدن بمنزلة الآلة المطلقة، و المادة المطلقة للإنسان و الآلة من حيث هي آلة إنما يتعين بذي الآلة، و كذا المادة وجودها بحسب نفسها يكون في غاية الإبهام، و إنما يتعين بالصورة حتى أنه لو فرض أن تتبدل المادة بمادة أخرى مفارقة لها في ذاتها مع وحدة الصورة و بقائها يكون المادة في الحالين شخصا واحدا، لاستلاكها في الصورة و اتحادها معها، فإن قوة الشي‌ء بما هي قوة ليست أمرا مباينا له، بل هي موجودة بوجوده واحدة بوحدته باقية ببقائه، و لا يعتبر فيها باعتبار كونها قوة و مادة للشي‌ء، تحصل و تعين في ذاتها و تخصص بحسب نفسها، و لهذا يكون شخصية زيد و تعينه باقيا مستمرا في أول صباه إلى آخر شيخوخته، مع أن جسميته مما تبدلت و تجددت بحسب الاستحالات و الأمراض، و كذا جسمية كل عضو من أعضائه، و كما أن زيدا بما هو زيد، أي مجموع النفس و الجسم بالمعنى الذي يكون جنسا لا مادة، موجود شخصي مستمر، فكذا جسميته و بدنه أيضا من حيث كونه بدنا و مضافا إليه، موجود واحد مستمر، و إن تبدلت ذاته بذاته لا بحسب نسبته إلى نفس زيد، لما علمت أن تشخص المادة بما هي مادة و البدن بما هو بدن، إنما هو بالصورة و النفس، و كذا تشخص أجزاء المادة و أعضاء البدن بما هي أجزاء و أعضاء يكون بالصورة و النفس.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست