responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 384

فقد علم أن المادة لا حقيقة لها إلا قوة الحقيقة، و قوة الحقيقة ليست حقيقة، فالعالم عالم بصورته لا بمادته، و السرير سريره بهيئته المخصوصة لا بخشبته، و الإنسان إنسان بنفسه المدبرة لا ببدنه.

الأصل الثاني،

أنا قد حققنا في شرحنا للهداية الأثيرية، أن الموضوع للحركة الكمية في النمو و الذبول هو الشخص الإنسان المتقوم من نفس معينة واحدة مع مادة مبهمة متبدلة، لها كمية ما، و ما وقع تلك الحركة فيه هو خصوصيات المقادير و الكميات.

و ذلك لأن المعتبر في تشخص الإنسان هو وحدة نفسه الباقية عند تبدل أعضائه من الطفولية إلى الشباب و الشيب، فما دامت النفس باقية يكون الإنسان باقيا و إن تبدلت الأعضاء جميعا.

و كما أن تشخص الإنسان بنفسه التي هي صورة ذاته، فكذلك تشخص بدنه أيضا، و تشخصات أعضائه بالنفس السارية قواها فيها، فاليد و الرجل و سائر الأعضاء ما دامت يسري فيها قوة نفس متعينة يكون يدا و رجلا و أعضاء لها، و إن تبدلت عليها الخصوصيات من المواد.

فلا فرق حينئذ بين الأعضاء التي يتصرف فيها في اليقظة، و بين الأعضاء التي يتصرف فيها في النوم.

و كذا لا فرق بين البدن و الأعضاء التي يكون لها في الدنيا، و التي لها في الآخرة في كونها واحدة شخصية بوحدة النفس و شخصيتها، و إن تبدلت في حد نفسها بوجه ما لم تتبدل إضافتها إلى نفس واحدة، لأن تشخص الأعضاء بتشخص النفس.

أ و لا ترى أن النبي" ص" شخص واحد بلا تعدد و مع هذا كل من يراه في المنام فقد يرى شخصه و ذاته، لأن الشيطان لا يتمثل به، و ربما وقع أن يراه في ليلة واحدة في بلد واحد ألف رجل و امرأة، مع أن جسده العنصري مدفون في روضة المدينة، لم يتحرك من موضعه.

و ذلك لأن حقيقته المقدسة ليست إلا نفسه الشريفة مع أي بدن كان.

فكل من رأى نفسه المقدسة مع أي تمثل كان، فقد رآه، لأن العبرة في تعين الشي‌ء

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست