responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 368

لجميع الجوارح و الأعضاء المستخدمة لجميع المشاعر و القوى، و هي بحسب ذاتها قابلة للمعارف و العلوم كلها، إذ نسبتها إلى الصور العلمية نسبة المرآة إلى المتلونات، و إنما المانع من انكشاف الصور العلمية لها أحد أمور خمسة، كما ذكره بعض أفاضل العلماء في مثال المرآة.

أحدها، نقصان جوهرها و ذاتها قبل أن يتقوى، كنفس الصبي فإنها لا يتجلى لها المعلومات لنقصانها، و هذا بإزاء نقصان جوهر المرآة و ذاتها كجوهر الحديد قبل أن يذوب و يشكل و يصقل (يصيقل).

و الثاني، خبث جوهرها و ظلمة ذاتها لكدورة الشهوات و التراكم الذي حصل على وجه النفس الناطقة من كثرة المعاصي فإنه يمنع صفاء القلب و جلاه، فمنع ظهور الحق فيها بقدر ظلمتها و تراكمها كصداء المرآة و خبثها و كدورتها المانعة من ظهور الصورة فيها و إن كانت تامة الشكل.

و اعلم أن كل حركة أو فعل وقعت من النفس، حدث في ذاتها أثر منها، فإن كانت شهوية أو غضبية صارت بحسبها عائقة من الكمال الممكن في حقها، و إن كانت عقلية صارت بحسبها نافعة في كمالها اللائق، فكل اشتغال بأمر شهوي أو غضبي كنكتة سوداء في صفحة مرآة النفس، فإذا تكثرت و تراكمت أفسدتها و غيرتها عما خلقت لأجله، كتراكم الغبارات و الأصدية في المرآة الموجبة لفساد جوهرها و زوال قابليتها لانطباع الصور فيها، و إليه الإشارة بما روي من قوله، ص" من قارن ذنبا، فارقه عقل لم يعد إليه أبدا" معناه، حصل في قلبه كدورة لا يزول أثره أبدا، إذ غايته أن يتبعه بحسنة يمحوها، فلو أتى بالحسنة لم يتقدم بالمعصية لزاد لا محالة إشراق القلب، فلما تقدمت السيئة، سقطت فائدة الحسنة، لكن عاد القلب إلى ما كان قبل السيئة، و لم تزد بها نورا، و هذا خسران و نقصان لا حيلة له.

الثالث، أن يكون معدولا بها عن جهة الحقيقة المطلوبة، فإن نفوس الصلحاء و المطيعين و إن كانت صافية نقية عن المكر و الخديعة و سائر الأمراض الباطنية لكنها ليس يتضح فيها جلية الحق لأنها ليست تطلب الحق و ليس يحاذي بمرآة قلب أحد منهم شطر المطلوب، بل ربما كان مستوعب الهم بتفضيل الطاعات البدنية أو تهيئة أسباب الرواية و النقل و الموعظة للعوام و سائر أسباب المعيشة و المعاشرة مع الخلق، و لا يصرف فكره إلى تأمّل‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست