responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 367

إذ زال ذلك الإقبال و الاشتغال فيجب أن يحس بإيلامها و مضادتها كما في قوله تعالى:

" فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ، فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" فيتأذى بتلك الهيئات الردية أشد أذى، كما أن من به آفة مولمة أو مرض أو له شغل شاغل، فينفعل عنه، فإذا فرغ من ذلك أحس به.

فهذه بقسميها شقاوة عقلية، و نحن بصدد إثبات الشقاوة الجسمانية من النار و الجحيم و الزقوم و تصلية جحيم، في مقابلة السعادة الجسمانية في الفصل التالي إن شاء الله تعالى الله العزيز بتأييده و قوته، و لكن لما كانت هذه الهيئات الانقيادية غريبة عن جوهر النفس كما مر، و كذا ما يلزمها و يتفرع عنها من الأشباح المعذبة الجهنمية، فلا يبعد أن يكون مما يزول في مدة من الدهر متفاوتة على حسب كثرة العوائق و قلتها، إن شاء الله تعالى، و يشبه أن يكون الشريعة إشارة إلى هذا حيث روي أن المؤمن الفاسق لا يخلد في العذاب.

و أما القسم الثاني من الشقاوة العقلية، فهو، النقص الذاتي للشاعر بالعلوم و الكمال العقلي في الدنيا و الكاسب شوقا لنفسه إليه ثم تارك الجهد فيه ليكتسب العقل بالفعل اكتسابا ما، فقدت منه القوة الهيولانية و حصلت له فعلية الاعوجاج و الصور الباطلة المخالفة للواقع، أو القول على العصبية و الجحد فهي الداء العليا التي أعيت أطباء العقول و الأرواح عن علاجها، إذ المحال غير مقدور، و هذا الألم الكائن عنها هو بإزاء اللذة الكائنة عن مقابلها، و كما أن تلك أجل من كل إحساس بملائم، كذلك هذه أشد من كل إحساس بمناف من تفريق اتصال ناري أو زمهريري أو ضرب أو قطع، و عدم تصور ذلك الألم في الدنيا بسبب ما ذكرناه من المعنى الذي قررناه في عدم وجدان اللذة المقابلة له، و كما أن الصبيان لا يحسون باللذات و الآلام التي يحض المدركين و يستهزئون بهم، و إنما يستلذون ما هو غير لذيذ و يكرهه المدركون، كذلك صبيان العقول و هم أهل الدنيا لا يشعرون بما أدركه العقول الذين يخلصون عن المادة و علائقها.

فصل في سبب خلو بعض النفوس عن المعقولات و حرمانهم عن السعادة الأخروية

و اعلم أن القوة العقلية التي هي محل العلوم و المعارف هي اللطيفة المجردة المدبرة

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست