responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 319

مستعدا، أنه عادم صفة من شأنه التلبس بها كذلك، و ربما فرقوا- بين القوة و الاستعداد بوجهين أحدهما، أن القوة قد يكون بعيدا و قد يكون قريبا، و الاستعداد لا يكون إلا قريبا، و لهذا لا يقال للطفل الصغير أو الجنين إنه مستعد للكتابة، بل يقال إنه كاتب بالقوة.

و ثانيهما، أن القوة، قوة للضدين، و الأشياء الكثيرة و الاستعداد لا يكون كذلك كالهيولى الأولى فإنها بالقوة بالقياس إلى جميع الصور و الهيئات، و ليست مستعدة إلا لجانب واحد من الطرفين و لبعض مخصوص من الأشياء، فإن الاستعداد يلزمه تلبس المادة بصورة خاصة و هيئة مخصوصة.

و الحاصل، أن الإمكان مفهوم واحد في الجميع، إلا أن أفراده مختلفة لا بالذات بل بحسب أمور خارجة عن معنى الإمكان، و الاختلاف في الخارجيات لا ينافي الاتفاق في معنى الذات، فإن الاختلاف بين أفراد الإمكان أما في الموضوع، فإن موضوع الإمكان في الإبداعيات هو الماهية من حيث هي هي، و في الكائنات محل المتشخص، و أما في الوجود، فإن الإمكان هناك كيفية نسبة الشي‌ء إلى الوجود لنفسه، و هاهنا هو كيفية نسبة الشي‌ء إلى الوجود الرابطي، و أما في ظرف الاتصاف، فإن ظرف الاتصاف بالإمكان الذاتي هو اعتبار الذهن حين أخذ الماهية مطلقة من غير تقييدها بالوجود و العدم، و ظرف الاتصاف بالإمكان الاستعدادي هو الخارج.

فصل تذكر فيه استبصارات لهذا الباب‌

أولها، أن وقت النوم يضعف البدن، و ضعفه لا يقتضي ضعف النفس، بل النفس تقوى وقت النوم، فيشاهد الأحوال و يطلع على المغيبات، فإذا كان ضعف البدن لا يوجب ضعف النفس بل تقويتها، فهذا يقوي الظن في أن موت البدن لا يستعقب موت النفس.

و ثانيها، أن كثرة الأفكار سبب لجفاف الدماغ و جفافه معد إلى الموت، و هذه الأفكار سبب لكمال النفس بالمعارف الإلهية و هو غاية لكمال النفس، فما هو سبب لكمال النفس، فهو سبب لنقصان البدن و فساده، و هذا يؤكد الظن في أن النفس لا يموت بموت‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست