responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 263

متخيلة كانت مدركاتها موهومات و متخيلات، و ما دامت قوتها العاقلة متعلقة بالبدن منفعلة عن آثاره و غواشيه كانت معقولاتها أيضا معقولات بالقوة، كمعنى الإنسانية و الحيوانية و أمثالهما التي لا تنفك في وجودها الخارجي عن الأعراض الجسمانية، مع إمكان تجردها في اعتبار الذهن و جواز وجودها نحوا آخر من الوجود كما في المثل الأفلاطونية، كما أن العاقلة قبل أن تصير عقلا بالفعل هي مخالطة بالمادة البدنية و القوى الجسمانية في الوجود، مع حيثية تجردها عنها. فاستعد لوجود مفارقي لا يعتريها فيه التعلق بالمواد، و ذلك يحصل بعد أن يتعلق بالعقول الفعالة، كما كانت متعلقة من قبل بالقوى المنفعلة بتأييد رباني و هداية إلهية و رياضة عملية و سلوك جهة أخروية.

و بالجملة، حال العاقل و المعقول في جميع المراتب و المواطن واحد فمعقول النفس ما دام يكون بالقوة كانت النفس بالقوة، فعلمها أيضا بذاتها قوة علم، أي لا علم، لكن من شأنه أن يصير علما بعد ما خرج النفس من القوة إلى الفعل، و كذلك علمها بقواها في أول فطرتها و مبدإ تكونها.

فصل في بيان أن العقل الهيولاني عالم عقلي بالقوة

و كيفية تعقله المعقولات المحضة و المحسوسات التي هي معقولات بالقوة و ما به يخرج من القوة إلى الفعل، و هو المسمى بالحكمة، و السبب المخرج إياه إلى الفعل، و هو العقل الفعال.

و أنه العقل المنفعل فيصير أولا عقلا بالملكة، ثم عقلا بالفعل، ثم عقلا مستفادا فاعلا للمعقولات و قابلا لها على نحو علم المبادى‌ء، على ما علمت من كون معقولاتها لوازم ذاتها.

و قبل الخوض في بيان هذه المعاني يجب أن يعلم أن الصورة في كل شي‌ء أمر محصل موجود بالفعل، و المادة في كل شي‌ء أمر مبهم لا تحصل له و لا فعلية باعتبار أنه قوة شي‌ء ما، مثلا مادة السرير و إن صدقت على قطع الخشب، لكن لا من حيث لها حقيقة الخشبية و صورتها المحصلة لها، فإنها من تلك الحيثية حقيقة من الحقائق و ليست مادة، بل ماديتها باعتبار صلوحها و استعدادها لأن يكون سريرا أو بابا أو كرسيا.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست