responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 262

فصل في مراتب القوة النظرية و هي أربعة

الأولى ما يكون للنفس بحسب الفطرة، و هو تهيؤها بحسب ذاتها لدرك المعاني المعقولة حين خلوها عن جميع المعقولات البديهية و النظرية.

و ذلك التهيؤ هو العقل الهيولاني و العقل بالقوة تشبيها للنفس بالهيولى الجسمية الخالية في ذاتها عن الصور المحسوسة مع قبولها للمحسوسات كلها.

فكذلك للنفس هيولى لا صورة لها و لكن تقبل كل صورة معقولة.

و كما أن هيولى الأجسام ما دامت مصورة بصورة خاصة لا تقبل غيرها كذلك العقل بالقوة لو كان لها صورة مخصوصة لما صلح لأن يقبل غيرها، كاللوح المكتوب، و لكنه استعداد محض.

و ليس لقائل أن يقول إن علم النفس بذاتها و بقواها القريبة منها- التي هي جنودها- فطري، كما سبق ذكره، فكيف تكون النفس في مبدإ فطرتها قوة محضة؟

لأنا نقول: لا منافاة بين هذا الكلام و بين المذكور بعد التعمق، فإن نحو العلم لما كان تابعا لنحو الوجود، بل عينه، فالوجود المفارقي الذي لا يتقوم وجوده من أمور غريبة عن ماهيته نحو وجوده بعينه نحو علمه بذاته.

فكل ما كان وجوده قويا كان علمه بذاته أيضا شديدا.

و كل ما كان وجوده ضعيفا أو بالقوة كان علمه بذاته أيضا كذلك.

و النفس الإنسانية في أول نشأتها لا استقلال لها في الوجود، فإنها و إن كانت جوهرية الوجود و لكن جوهريتها في أول الكون جوهرية شبيهة بالأعراض، بل هي أضعف من الأعراض، لأنها قوة محضة فغلمها بذاتها قوة العلم بالذات.

و كلما كانت القوة العاقلة أشد كانت معقولاتها أشد، و كلما كانت أضعف كانت معقولاتها أضعف.

و كما أن النفس ما دامت حاسة كانت مدركاتها محسوسات، و ما دامت متوهمة أو

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست