responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 211

على جميع طبقات الموجودات بحسب طبائعها و ماهياتها، دون أشخاصها و هوياتها، و وجدها متصاعدة في استكمالاتها من أخس المراتب إلى أشرف الغايات، حتى كان الإنسان قبل تكون بدنه أولا لا شيئا محضا، مشاركا للمعدومات بلا اسم و رسم، ثم مادة هيولانية و نطفة قذرة في غاية ضعف الوجود، حيث ينعدم صورتها بأقل مصادمة برد أو حر أو غيرهما، ثم تدرج في الاستكمال قليلا بعناية الله تعالى و قدرته، فأفاض عليها صورة نباتية و خلق فيها قوة جاذبة للغذاء.

ثم إن تلك المادة لأجل شركتها للنباتات صارت أكمل وجودا من الحجر و المدر و الحديد و النحاس و غير ذلك من الجواهر المعدنية، إلا أن النباتات مع هذا الكمال ناقص، فإنه لو أعوزه غذاء يساق إليه و يماس أصله جف و يبس و لم يمكنه طلب الغذاء من موضع آخر، فإن الطلب إنما يكون بشيئين:

أحدهما معرفة المطلوب، و الثاني القدرة على الانتقال إليه و الحركة نحوه.

و النبات عاجز عنهما، فلو وقف وجود الإنسان في هذه المرتبة لكان ناقصا في خلقه عاجزا في وجوده.

فصل في بيان عنايته تعالى في خلق القوى الحاسة للإنسان‌

فانظر كيف أنعم الله تعالى عليه و شرفه بصورة أخرى امتاز بها عن النباتات و ارتفع وجوده عن الانحطاط إلى درجة الساكنات و قرب بخطوة أخرى إلى مبدإ الممكنات و غاية الحركات، بأن خلق له آلة الإحساس و آلة الحركة في طلب الغذاء، و هما المشار إليهما في الكتاب بقوله تعالى:" فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً.".

ثم انظر إلى ترتيب حكمة الله و نظم الوجود في خلق الحواس الخمس التي هي آلة

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست