نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 6
و تلويحاتهم، مضيفا إلى ذلك ما تحدّست به و ألهمت إلهاما و تأييدا من
اللّه و ملكوته.
فشرعت فيه إجابة لملتمسه و إقامة لمقتبسه، مجتهدا في كشف المطالب و
المعاني جاهدا بتوضيح المقاصد و المباني، حائدا عن طريقة المجادلين الذين يخدمون
ظواهر الألفاظ، و لا يرومون بواطن المعاني. و من استفتح عين عقله من رقدة الغفلات
و سنّة التقليدات يهتدي بالتعمّق في هذا الكتاب إلى طريق الرشاد و منزل الصواب، و
يرى لطائف أفكار لا تكاد توجد في مطاوي الكتب الكبار و دقائق أستار لا يشير إليها
الحكماء في الأعصار. و المسئول من جبلت سريرته على العدالة و الإنصاف، و المأمول
ممّن تجنب بحسب الغريزة من الجور و الاعتساف أن يصحّح مواضع الخطأ و الخلل، و يصلح
مواقع القصور و الزلل، بشريطة المهارة و التفطّن الفائق مع الإمعان و التفحّص
اللائق.
و لنبتدئ قبل أن نبتدئ في المقصود بتعريف الحكمة و بيان أقسامها
مستعينين بواهب العقل و مفيض الجود.
فاعلم أن الحكمة صناعة نظرية يستفاد بها كيفية ما عليه الوجود في
نفسه، و ما عليه الواجب من حيث اكتساب النظريات و اقتناء الملكات، لتستكمل النفس و
تصير عالما معقولا مضاهيا للعالم الموجود، فيستعدّ بذلك للسعادة القصوى، و ذلك
بحسب الطاقة البشرية، فهي تنقسم على قسمين:
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 6