نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 5
]المقدمة]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه مخترع العقل الفعّال، و مبدع
النفس المكمال، معلق الصور بالمواد، و مؤلف النسب بين الأعداد و الأبعاد، و محرك
الفلك من المركز، و إليه بل عليه و مكوّن الكائنات من تغاير الأمهات، له المجد و
البقاء في البدء و الرجعى، و منه الجود و العطاء في الآخرة و الأولى، و أسأله أن
يصلّي على أشرف من نهض بأعباء الرسالة، و ساس الأمة بصنوف السياسة، محمد و آله
المتحلّين بالأخلاق المرضيّة، المتخلّين عن الأدناس البشرية، عليهم الصلاة و
الثناء، و لهم الحمد و الدعاء.
و أما بعد؛ فيقول الفقير إلى اللّه الغنيّ محمد بن إبراهيم الشهير
بالصدر الشيرازي عفي عنهما: لمّا تطابقت القوانين الحكمية و الأصول الدينية على
أنّ أجلّ الذخائر و السعادات و أفضل الوسائل إلى الفوز بالدرجات تكميل القوّة النظرية
بتحصيل العلوم الحقيقية، و تقنين القواعد اليقينية، إذ هي أنفس ما تشتاق إليه
النفوس الإنسانية، و تقشع به العقول الهيولانية، و بها يصير الإنسان فائقا على
الأشباه و الأقران، سالكا سبيل العرفان، غير منحبس في سجن الحدثان و ظلمات العمى و
الحرمان. فصرفت شطرا من عمري في تحصيلها و برهة من دهري في البحث عن إجمالها و
تفصيلها.
و كنت شديد الاشتغال من سالف الأوان بتبيينها، كثير التوجّه من أول
الريعان إلى تقنينها حتى ظهر لي مساعي من تقدمني من علماء الأعصار، و وصلت إلى
غاية أفكار من سبقني من حكماء الأدوار. فرقمت به ما سمحت قريحتي القريحة أثناء
مطالعتها من الرد و الإحكام و جادت به فكرتي الجريحة حين التشغل بمباحثتها من
النقض و الإبرام، أرقاما مشتتة في أوراق متفرقة، و لم يتسيّر النظم و الترصيف و
الجمع و التأليف لتشتّت الحال و تفرّق البال، و عدم مساعدة الزمان و معاندة أهل
الدوران.
و لما كثر التماس بعض المترددين إليّ المشتغلين بقراءة «الهداية»
للحكيم
الكامل و النحرير الفاضل أثير الدين مفضّل الأبهري لديّ أن أكتب لها شرحا جامعا
لشتات ما استفدته من إرشادات الحكماء و تنبيهاتهم و استنبطت من إيماضات الفلاسفة
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 5