responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 449

و هي بالفعل موجودة، فيجتمع فيها فعلية الوجود و قوة العدم و الوجود، مع إنها بسيطة لما بيّنا مرارا من الفرق بين القوة و الإمكان، حيث إن أحدهما بحسب الذهن و الآخر بحسب الخارج. فمفاد أحدهما التركيب [بحسب التحليل العقلى و مفاد الآخر التركيب‌] بحسب الخارج، فإن قلت: [النفس‌] و إن كان جوهرا مباينا عن المواد لكن لما كان استعداد وجودها عن المبدأ المفارق في المادة البدنية المرجحة لوجودها، فلم لا يجوز أن يكون استعداد عدمها أيضا في تلك المادة البدنية فينعدم. و إن كانت علتها الفياضة لوجودها باقية كما كانت باقية قبل حدوثها، فيكون البدن محلا لإمكان فسادها كما كان محلا لإمكان وجودها؟

قلنا: البدن بسبب مزاجه الصالح لتدبير النفس استعد لأن يكون له كمال و نفس مدبّرة، و يلزم من وجود النفس له أن تكون متحققة في نفسها حتى يكون له نحو وجود الجوهر المباين في نفسه، و هو بأن يكون وجوده الخاص وجودا لنفسه، و لا يمكن أن يكون وجوده في نفسه الذي هو وجوده لنفسه هو بعينه وجوده لغيره، بل يتغاير الوجودان لا كالجوهر المقارن و العرض، حيث إن وجودهما في نفسهما هو بعينه وجودهما لشي‌ء آخر. فقد علم إن وجود النفس للبدن غير وجودها في نفسها، و إن استلزم الأول للثاني بحسب استدعاء استعداد البدن للأول و إفاضة المبدأ الجواد للثاني عليه لكونه مقدمة للشي‌ء الواجب إعطاؤه من جهة تمام الاستعداد في القابل و عدم البخل في الفاعل. فكون النفس للبدن يستلزم كونها في نفسها لكن لا يلزم من انتفاء النفس عن البدن لأجل زوال استعداده و عدم قابليته لها و بطلان كونها كمالا له لانتفاء وجودها في ذاتها، بل انتفاء وجودها للبدن فقط. إذ كون الشي‌ء لشي‌ء و إن اقتضى وجوده في نفسه، لكن سلب الشي‌ء عن شي‌ء لا يقتضي سلبه في نفسه، أو لا ترى إن كون الفرس لك يستلزم أن يكون له كون في نفسه، و لكن لا يلزم من فقدانه عنك فقدانه في نفسه، اللهم إلا إذا كان ذلك الشي‌ء مما يكون وجوده في نفسه، عين وجوده لشي‌ء آخر فيلزم من انتفائه عن المحل انتفاؤه في نفسه، لاتحاد الوجودين كالجواهر المقارنة و الأعراض حيث يلزم من زوالها عن محالها فسادها في أنفسها بخلاف النفس لكونها جوهرا مفارقا. فالبدن فيه استعداد أن يكون له نفس و فيه استعداد أن لا يكون له نفس، كما عند حلول الأجل إلا أن فيه استعدادا لوجود النفس و استعدادا لعدمها لكن اللزوم بين الوجودين، متحقق- أي وجود النفس له و وجودها لذاتها- لا بين العدمين- أي زوالها عن البدن و بطلانها في ذاتها- بل هي باقية ببقاء

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست