نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 396
معلوم بالوجدان في مراتب الجماد و النبات و الحيوان و لكن الطبيعة قد
حصلت في المواليد جوهرا و عقلا مستفادا هو أفضل ما في الخليقة و خليقة اللّه في
أرضه، كما أن العقل الأول خليفة اللّه في سمائه. إذ المراد بالسماء جملة عالم
الإبداع و بالأرض جملة عالم التكوين، فإذا لم يمكن تحقق جواهر و لا أعراض مخالفة
لهذه التي وجدت بالنوع فلو فرض عالم آخر يكون لا محالة موافقا لهذا العالم بحسب
الماهية و مخالفا له في أمور عرضية، فقد بطل أن يكون مخالفا له في النوع.
و أما إبطال الشق الثاني و هو كون المتصور من نظام آخر متحد الماهية
مع هذا النظام الموجود، فلوجوه منها: إن العالم بجميع أجزائه إذا كان واحدا نوعيا
غير مسبوق باستعداد مادة و تهيؤ قابل، إذ لا مادة خارجة عن هذا العالم ليكون مستعدا
لقبول وجوده باستعداد سابق، و كل ما يكون كذلك يكون نوعه منحصرا في شخص واحد، كيف
و كل استعداد ينتهي إلى قسمة فكية بحركة مستقيمة و جهات الحركات محددها محيط
الأجسام؟ و أيضا لا بد لحدوث الاستعدادات من حركة جسم يتحرك على الاستدارة حتى
يكون بسبب تكثر حركته المتكثرة بذاتها، لأن ماهيّتها ماهيّة التجدد و الانقضاء و
اللحوق موجبا لتكثر أشخاص نوع واحد باللواحق المطارئة لها من خارج إذ النوع و
لازمه و مقتضاه لا يوجب التكثر لاطرادها، و إذا كان كذلك فلا يصح وجود أجسام كثيرة
محددة للجهات، فالعالم حينئذ واحد وقته واحدة مع ما يتعلق به تأثيرا و تدبيرا و
حلولا، و منها إن وجوده حيث لم يكن مسبوقا بزمان يكون صدوره عن الباري القيوم مرة
واحدة على سبيل الإبداع، و المبدعات نوعها منحصرة في شخصها و قد بيّنا سابقا إن
تدريجية بعض أجزائه في حدود أنفسها لا ينافي صدورها عن المبدأ الأحدي الذات مرة
واحدة.
و منها إن الفاعل لوجوده هو ذات الواجب بلا جهة أخرى و حيثية أخرى و
وحدة العلة يوجب وحدة المعلول.
و منها إن تشخصه بذات الباري تعالى المتشخص بنفس حقيقته كما هو رأي
أهل الحق و تشخص الممكن بنفس وجوده كما سمعت منا لا ينافي ما ذهبوا إليه، لأن
الوجودات الإمكانية من مراتب تجلياته و شئوناته و من أنوار عظمته و أشعة كبريائه.
و منها إن العلة الغائية في وجوده، هي ذات المبدأ الأعلى و علة بدؤه
هي بعينها
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 396