responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 385

النورية يعرف كل واحد منها ذاتها بذاتها و يدرك جميع الموجودات الباقية التي دونها بالإضافة الإشراقية من دون احتياج إلى أن يكون فيها صورة و أثر على ما قررناه. ثم إنك قد عرفت إن الواجب لذاته كما يدرك المجردات العقلية بالإشراق الحضوري يدرك الأمور المادية بالإشراق الحضوري من غير أن يدركها بالصور الحاصلة في المبادي المفارقة، بل ارتسام صور الموجودات الكلية في العقول الفعالة و النفوس العالية باطل عنده و استدل عليه في كتاب «حكمة الإشراق» بما حاصله: إن انتقاش المجردات بصور ما تحتها إما أن يحصل لها مما تحتها فيلزم انفعال العالي عن السافل، أو عما فوقها بأن يكون الصور العارضة في بعضها حاصلة عن صور عارضة لبعض آخر فينتهي إلى أن يكون الصور المتكثرة حاصلة في ذات الحق تعالى، بل إلى تكثر ذاته تعالى عنه علوّا كبيرا.

فإن قلت: فالنظام العجيب الواقع في هذا العالم المفضي إلى العلم السابق، كيف يصدر عن المبادي مع عدم انتقاشها بصور الكائنات المسمى بالعناية السابقة عند الحكماء، و قد بطل فيما مر القول بالبحث و الاتفاق؟

قلت: وقوعها على رأيه بسبب جودة الترتيب و النظام الواقعة بين المفارقات العقلية و هيئاتها النورية و النسب اللازمة لها، فإن للعقول عنده كثرة وافرة غير محصورة في عدد معدود، بل على وفق تكثر الأنواع الجسمانية، فإن هذه الأصنام و هيئاتها و كسبها الوضعية ظلال تابعة لتلك الأرباب النورية و هيئاتها و نسبها المعنوية. و بالجملة فمسلك هذا الشيخ المتألّه أصلح المسالك في كيفية علم الواجب الحق و بعد طريقته طريقة العلامة الطوسي في الوثاقة لكنها غير تامة و هي تتم بأدنى نظر كما قلناه، فإن قلت: على كل واحدة من هاتين الطريقتين يلزم أن لا يكون علمه تعالى بالأشياء علما فعليا و لا يكون صدور الأشياء عنه باختياره؟.

قلت: للعلم الفعلي عندهم صورتان: الأولى أن يكون العلم سببا للمعلوم بالعرض و مقدما عليه تقدما ذاتيا كما إذا أراد بنّاء بناء بيت فتصور أولا صورته، فقد أحدث أولا صورة ذلك البيت في ذهنه ثم أوجد مثلها في الخارج على وفق ما تصوره، الثانية أن يكون العالم من حيث هو عالم علّة بالذات للمعلوم من حيث هو معلوم سواء كان أمرا ذهنيا أو عينيا. فكما أن العالم في الصورة الأولى يعلم الصورة الذهنية بنفس اختراعها و ليست معلومة بصورة أخرى، بل نفس حصولها عنه في ذهنه‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست