responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 307

واحد جوهرا و عرضا من جهتين و يكون قد حصل ماهية الجوهر في الذهن من دون انقلابه إلى الكيف كما ارتكبه السيد السند. و من غير ارتكاب ما ارتكبه المحقق الدواني من أن إطلاق الكيف على العلم و الصور النفسانية من باب التجوّز و التشبيه، و لعل هذا أجود المسالك في دفع الإشكالات الواردة على القول بالوجود الذهني و زيادة تفصيل المقام مع التحفظ على قاعدة انحفاظ الذاتيّات مع تبدّل الوجودات.

إنّا نقول: إن للنفس الإنسانية قوة انتزاع المعقولات الكلية عن الأعيان الخارجية.

و لا شك أنها عند انتزاع هذا المعقول المنتزع تتأثّر بكيفية نفسانية هي علمها.

و الحكماء قالوا: إذا فتشنا حالنا عند العقل لم نجد إلا هذه الصورة العقلية فتلك الكيفية النفسانية هي هذه الصورة العقلية فهي قائمة بها، ناعتة لها، فلذا فسروا العلم بالصورة الحاصلة من الشي‌ء عند العقل. و لما دلّ الدليل على أنه تحصل الحقائق العينية لا من حيث وجودها العيني في الذهن. صرحوا بأن العلم بكل مقولة من تلك المقولة فاستشكل الأمر و اشتبه الحق و انبعثت الإشكالات المشهورة المسفورة في الكتب الحكمية و الكلامية كما لا يخفى على المتتبع و تحقيق الحق فيه أنه كما يوجد في الخارج شخص كزيد و يوجد معه صفاته و أعراضه كالأبيض و الضاحك و الماشي و غيرها ... فهي موجودات بوجود زيد، فإن في الخارج ما هو زيد بعينه الأبيض و الضاحك و الكاتب و لا يلزم من اندراج زيد تحت مقولة الجوهر بالذات و كون الجوهر ذاتيا له أن يكون ذاتيا لتلك المفهومات أيضا. فكذلك الموجود الذهني، فإن من جملة الحقائق الكلية العلم و هو من أنواع مقولة الكيف بالذات و إلا وجد فرد منه في الذهن، فإنما يتعين ذلك الفرد بأن يتّحد بحقيقة المعلوم. كما أن الجسم إنما يوجد في الخارج إذا كان فيه متكمما متشكلا متحيزا. و بها يتعين حقيقة هذا الجسم كذلك العلم، إنما يوجد فيه فرد منه في الخارج إذا اتحد بحقيقة المعلوم فكان العلم جنسه القريب و الكيف جنسه البعيد، و تعينه و تحصله إنما هو بانضمام الحقيقة المعلومة إليه و اتحاده معه بحيث يكون في الواقع ذاتا واحدة مطابقة لها، فهذه الذات الواحدة علم من حيث جنسها القريب و كيف من حيث جنسها البعيد. و من مقولة المعلوم من حيث تحصّلها و تعينها كما أن زيدا في الخارج حيوان من حيث جنسه القريب و جوهر من حيث جنسه البعيد، و من مقولة الكم و الكيف و غيرها من حيث وجوده و تشخّصه.

فاتحاد المعلوم معها اتحاد العرضي مع المعروض. فصح أن العلم من مقولة الكيف‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست