نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 306
لفظة في كالشيوع و المجامعة بالكلية لإخراج كون الخاص في العام،
كالإنسان في الحيوان عن الكائن في الموضوع لئلا يكون الإنسان خارجا عن الجوهر و داخلا
في العرض عنده و لم يذكر ذلك القيد. و كذا الكلام في إخراج كون الشيء في الزمان
أو المكان و كعدم جواز الانتقال لئلا يلزم خروج الكائن في المكان و الخصب و غيره
عن حدّ الجوهر و ذلك لأن اللفظ إذا كان مشتركا لم يكن ما ذكر من القيود فاصلا
معنويا، بل قرائن لفظية أو معنوية، و ذلك لأنه غير محتاج إلى مميز معنوي، بل اللفظ
ينصرف إلى معناه المراد بقرينة لفظية أو معنوية فمن ذكر هذه القيود في تعريف
الجوهر و العرض نفيا و إثباتا فكأنه أراد أن معنى في الموضوع لو كان مشتركا معنويا
بين هذه الأشياء لكانت هذه القيود مميزات لذي الموضوع عن المشاركات فتأمّل.
لا يقال: يجمع الكل الاشتمال و الإحاطة، فيكون مشتركا معنويا. لأنّا
نقول:
يرجع الكلام في الاشتمال و الإحاطة إلى الظرفية، و لا شك أن ظرفية
الزمان ليس بمعنى ظرفية الكوز للماء و كون الشيء في الحركة و كون الحركة في
الشيءو حينئذ-أي حين إيراد لفظ الماهية في تعريفه-يخرج عنه واجب الوجود، إذ ليس له وراء
الوجود ماهية. إذ المراد بالماهية ما
يكون غير الوجود أو ما يؤخذ الكلية فيه. و قد علمت في صدر الكتاب أن الصور
المعقولة لأنواع الجوهرية جواهر و إن كانت أعراضا قائمة بالذهن بحسب خصوص هذا النحو
من الوجود لصدق مفهوم الجوهر عليها على مذهب القائلين بحصول حقائق الأشياء في
الذهن دون أمثالها و أشباحها. و أما عند القائلين بالأمثال و الأشباح، فلا تكون
تلك الصور إلا أعراضا فقط موجودة بوجود خارجي كسائر الأعراض القائمة بالنفس. و أما العرض في الموجود في الموضوعقيل:
الأنسب أن يقال: هو الماهية التي إذا وجدت في الخارج كانت في موضوع،
لئلا يلزم كون الصورة العقلية للجوهر جوهرا و عرضا معا كما التزمه بعضهم.
أقول: لا استبعاد في كون شيء واحد جوهرا ذهنيا و عرضا خارجيا و أيضا
اندراج شيء واحد تحت مقولتين بأن يكون صدق إحداهما عليه بالذات و صدق الآخر عليه
بالعرض مما لا فساد فيه و لا بطلان يعتريه. فكما أن الإنسان في الخارج مندرج تحت
مقولة الجوهر بالذات و تحت مقولة الكم و الكيف و الأين و غيرها بالعرض، كذلك الأمر
الحاصل منه في الذهن مندرج تحت مقولة الكيف بالذات و متحد مع حقيقة جوهرية اتحادا
عرضيا، فيكون مندرجا تحت مقولة الجوهر بالعرض فيكون شيء
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 306