responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 283

بالذات أمر آخر يلزمه شي‌ء نسب إلى ذلك الفاعل بالعرض كالتبريد المنسوب إلى السقمونيا. لأنه يبرد بالعرض و فعله بالذات استفراغ الصفراء و يتبعه نقصان الحرارة و من هذا القبيل كون الطبيب فاعلا للصحة. و كون مزيل الدعامة علة لسقوط الحائط فإن معطي الصحة مبدءا أجلّ من الطبيب و مبدأ الانحدار الثقل الطبيعي للسقف.

و من هاهنا انكشف ما مر من أن رفع المانع ليس من جملة العلل الذاتية و كذا الحكم في إحالة النار ما يجاوره نارا و طرح البذر في الأرض و الفكر في المقدمات و سائر ما يشبه هذه الأشياء مما ليست عللا بالحقيقة. و أما الغائية فهي التي لأجلها وجود المعلول كالغرض المطلوب من الكوز.

و اعلم أن المادة و الصورة علتان بالذات لشيئية المعلول و الفاعل و الغاية علتان لوجوده. و لا خلاف لأحد في أن كل مركب له مادة و صورة و فاعل، و أما أن لكل معلول غاية ففيه شك. فإن من المعلول ما هو عبث لا غاية فيه و منه ما هو اتفاقي و منه ما هو صادر عن المختار بلا داع و مرجح، و منه ما يكون لغايته غاية و لغاية غايته غاية فلا يكون له بالحقيقة غاية كما أنه لو كان لكل ابتداء ابتداء لكان الجميع أوساطا فلا ابتداء عليها و ذلك كالحوادث العنصرية و الحركات الفلكية و النتائج المترادفة للقياسات فلنورد بيان هذه الأمور في مباحث:

المبحث الأول: في العبث و إثبات غاية ما له:

اعلم أن كل حركة إرادية فلها مباد مترتبة كما وقعت إليه الإشارة آنفا، فالمبدأ القريب هو القوة المحركة أي المباشرة لها. و هي في الحيوان أن يكون في عضلة العضو و الذي قبله هو الإرادة المسماة بالإجماع و الذي قبل الإجماع هو الشوق و الأبعد من الجميع هو الفكر و التخيل. و إذا ارتسمت في الخيال أو في العقل صورة موافقة حركته القوة الشوقية إلى الإجماع فإذا تحقق الإجماع خدمته القوة المحركة التي في الأعضاء. فالحركات الإرادية تتم بالأسباب المذكورة.

نقول: ربما كانت الصورة المرتسمة في القوة المدركة هي نفس الغاية التي تنتهي إليه الحركة كالإنسان إذا ضجر عن موضع فتخيل صورة موضع آخر فاشتاق إلى المقام فيه، فتحرك نحوه و انتهت إليه حركته. و ربما كانت غيرها كما يشتاق الإنسان إلى مكان ليلقى فيه صديقا ففي الأول يكون نفس ما انتهت إليه الحركة نفس الغاية

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست