نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 28
و يتحقق نقطة أخرى و كذا الحكم في منع تتالي الأنات و كلاهما ليس
بشيء.
أما الأول: فلأنه لما وقع الاعتراف منه بأن الانطباق الأول في آن و
الثاني في آن آخر بينهما زمان فيتوجه السؤال بأنه: كيف يكون الحال في ذلك الزمان
بين الكرة و السطح؟ أ بينهما تلاق أم بينهما تفارق؟ و التفارق بين البطلان و إن
شئت فافرض الكرة من حديد أو جسم في غاية الثقل لا ترتفع عن السطح إلا بعائق فرض
عدمه و أما التلاقي فهو إما بنقطة أو بخط، فإن كان الثاني لزم الانطباق بين الخط
المستدير و المستقيم و إن كان بنقطة و التلاقي النقطي لا يكون إلا في آن فتنقل الكلام
بين آن وقعت فيه الملاقاة الأولى و هذا الآن و تعود الشقوق بعينها من رأس و الكل
محال.
و كذا القول بتجاور الآنات كما زعمه المتكلمون فلم يبق منع إلا
بالاطلاع على الحق الذي ذكرناه في الجواب.
و أما الثاني: فلأن تجاور النقاط و اجتماعها في الزمان متجاورة يكفي
للاستحالة و إن لم يكن اجتماعها في آن واحد فذلك أمر مستحيل لاستلزامه انتهاء قسمة
المقدار إلى ما لا ينقسم و لو بالقوة، كما ذهب إليه محمد الشهرستاني و لما سيأتي
حسب ما يقام عليه البرهان من أن المتجددات بحسب الزمان من الحوادث و غيرها مجتمعات
في وعاء الدهر المحيط بالزمان و ما معه و فيه. فتكون النقاط التي كل منها في آن
مجتمعة في الواقع على نعت التجاور و لأن تجاور الآنات اللازمة لها على أي وجه أمر
مستحيل في ذاته و لانطباقها على الحركة المنطبقة على المسافة المنطبقة على المتصل
الوحداني لا بد و أن تكون متصلا وحدانيا، فإذا كان أحد المتطابقين مركبا من
الأفراد المتشافعة الغير المتجزئة أصلا لزم أن تكون الآخر أيضا مركبا منها. و قد
ثبت اتصال الجسم و عدم تألّفه من الجواهر الفردة فكذلك حكم ما يطابقه من الزمان و
الحركة و منها أن ما يمكن خروجه إلى الفعل من الانقسامات إن كان متناهيا فيقف
القسمة و إن كان غير متناه فيرد ما يرد على النظّام.
و جوابه:اختيار الأول و
القول بأنه ليس متناهيا متعينا بالوقوف عند حد لا يتجاوزه فيصح اتصاف ذلك
باللاتناهي اللّايقفي لا باللاتناهي الكمي و هناك مغالطة باشتراك الاسم و منها أن
وجود الأطراف يستدعي محلا غير منقسم كالجزء أو ما في حكمه. و أجيب بمنع استلزام
انقسام المحل انقسام الحال في حلول الأطراف لكونها حالة من حيث القطع و التناهي و
منها شبه يتوقف انحلالها على تحقيق ماهية الحركة كما
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 28