نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 279
كتب الشيخ الرئيس أيضا ك «الشفاء» و «النجاة» و «التعليقات» و «المبدأو المعاد» و أما النفوس سواء كانت فلكية أو
إنسانية، فهي و إن كانت محلا للحوادث مثل الأشواق و العلوم المتجددة السانحة لها
من المبادي العالية، فاستعداد تلك الحالات المتجددة فيها لأجل تعلقاتها بالمواد،
فجهة القوة فيها أيضا يرجع إلى الهيولى، فإنها قد علمت آنفا أنها من حيث الذات و
إن كانت مجردة لكنها من حيث الأفاعيل و الانفعالات مادية، فما ذهب إليه الفلاسفة
من أن جميع كمالات العقول فطيرته لها و ليس لها كمال منتظر و تعريفهم ذلك على
المسألة المذكورة حق لا ريب فيه و لا بطلان يعتريه.
فصل في القوة و الفعل
لفظ القوة كان معناه المتعارف عند الجمهور تمكن الحيوان من الأفعال
الشاقة ثم نقل منه إلى سببه المسمى قدرة، و هي صفة بها يتمكن الحي من الفعل و تركه
بالإرادة و نسبتها إلى الطرفين بالسوية، ثم إلى لازمه و هو كون الحيوان بحيث لا
ينفعل سريعا و يتأبى عن التأثر، ثم عمم فاستعمل في كون الشيء مطلقا بهذه الحيثية
و نقل أيضا من القدرة إلى لازمها بالنسبة إلى المقدور، و هو إمكان حصوله مع عدمه،
أي القوة الانفعالية التي لا يجامع الفعل، و هو الذي يتوقف عليه وجود هذا الحادث
كما مر، و هذه القوة قد تكون تهيؤ الشيء واحد دون مقابلة، كقوة الفلك على قبول
الحركة فقط، و قد تكون تهيؤ الشيء و ضده جميعا، و قد تكون في شيء قوة لقبول آخر
دون حفظه، و قد تكون فيه قوة للقبول و الحفظ جميعا. و الأول كالماء، و الثاني
كالأرض و الهيولى الأولى فيها قوة قبول سائر الأشياء و إن تخصص قبولها لبعض
الأشياء دون بعض بتوسط أمر حاصل فيها كما تسعد بواسطة الرطوبة لسهولة الانفصال. و
الفرق بين القوة بهذا المعنى و الاستعداد أن القوة تكون قوة على الشيء و ضده
بخلاف الاستعداد، و هي تكون بعيدة و قريبة دون الاستعداد و نقل أيضا من القدرة إلى
ما هو كالجنس لها من المؤثر به التي أعم من القدرة و الإيجاب، أي ما به التأثيرو القوةبهذا المعنى هي التي ذكرها المصنّف بقوله:و هي الشيء الذي هو مبدأ التغير في آخرسواء كان من الصور الجوهرية أو الأعراض، فإن صدور الحرق من الحديدة
الحامية إنما كان باعتبار الحرارة و ليس بالمراد بالمبدإ هاهنا المبدأ الفاعلي، إذ
القوة بهذا المعنى قد تكون فعلية، كالكيفيات الفعلية المعدّة لموضوعها نحو الفعل،
و قد يكون
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 279