responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 192

برودة الدماغ و بالعكس يحصل لكل منها كيفية مناسبة لصحته و تلك الكيفية عرض موجود في عناصر متصغرة الأجزاء.

أقول: في هذا الإيراد نظر، لأن كون كل من حرارة القلب و برودة الدماغ سارية إلى محل الأخرى حسبما ذكره لا يوجب أن يكون المزاج الثانوي الحادث في كل منهما حاصلا من تصغر أجزائهما و إن كانت تلك الأجزاء المتصغرة محلا لهذا المزاج و أين هذا من ذاك‌؟ و اجتمعت و تماست في المركب و فعل بعضها في بعض بقواها المتضادة، قد علمت فيما قبل أن الصورة النوعية في الجسم مبدأ لآثاره و مصدر لأفاعيله كما هو رأي جمهور الحكماء و لذلك قالوا: أنها تفعل أولا في مادتها التي حلّت هي فيها ثم في مادة ما يجاورها، فالصورة النارية مثلا تسخن مادتها ثم مادة ما يجاورها و كذا الحال في سائر الكيفيات و باقي العناصر فالمجاورة شرط للتفاعل الواقع بين الأجسام. ألا ترى أن النار لا تسخن إلا ما له وضع مخصوص و قرب معين بالنسبة إليها؟ و كذا الماء لا يبرّد إلا ما له نسبة المجاورة إليه فإذا أمكن التفاعل بين الجسمين بمجرد المجاورة فلو تحققت المماسة بينهما لكان أبلغ، و المماسة إنما تكون بالسطح و لا شك أن السطوح كلما كانت أكثر كانت المماسة بها أتم و التفاعل أكمل، و كثرة السطوح إنما هي بحسب تصغر الأجزاء.

فنقول: العناصر المختلفة الكيفية التي هي الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة إذا تصغرت أجزاؤها جدا و اختلطت اختلاطا تاما و تماست تماسا كاملا بين أجزائها و فعل صورة كل منها في مادة الآخر كما هو المختار عند الفلاسفة، و أشار المصنف إلى اختياره هذا المذهب بقوله: بقواها المتضادة أي في الكيفية فإن إطلاق القوة على الصورة شائع‌ و كسر صورة كل واحد منها سورة كيفية الآخر المضادة لكيفيتها حتى نقص العنصر البارد بفعل صورته من حرّ العنصر الحار و يزول تلك الكيفية التي هي الحرارة الشديدة عن ذلك الحار و هكذا العنصر الرطب بالقياس إلى العنصر اليابس فيحصل من أفاعيل صور العناصر المتصغرة المتماسة و انفعالات مواردها كيفية متوسطة توسّطا ما بين‌ أطراف‌ الكيفيات المتضادة أي المتخالفة إذ لو حمل هذا التضاد على الحقيقي الذي يكون بين شيئين في غاية الخلاف لم يكن متناولا للمزاج الثاني الواقع بين استطقسات ممتزجة قد انكسرت كيفياتها الشديدة بحسب المزاج الأول بحيث إذا قيست إلى آية واحدة من المتقابلتين عدت من الأخرى فيستسخن بالقياس إلى البارد

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست