نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 191
لو بقيت على النارية لتحركت إلى مكانها الطبيعي على سمت خط مستقيم
قائم لأنه أقرب الطرق، فأحرقت ما حاذاها و ليس كذا.
اعلم أن المصنف لما أثبت انقلاب العناصر أي تبدّل صور بعضها إلى بعض
الذي يدل على طاعة هيولى مشتركة لما يرد عليها من خلع الصور و لبسها و تسليمها
لأمر اللّه و لئلا يلزم انقلاب الحقيقة أراد أن يشير إلى طاعة الصور العنصرية
لورود الأعراض و الكيفيات عليها المعدّة لحصول المزاج عن المركب منها لئلا يلزم
انخلاع صور العناصر حين حصول المزاج كما نقله الشيخ عن بعض أهل زمانه و ذلك إنما
يتحقق بإثبات أن الأعراض و الكيفيات الحاصلة للعناصر أمور زائدة على صورها النوعية
مغايرة لها، فأشار إلى زيادتها بقوله: و نقولأيضا الكيفياتالعنصريةزائدة على الصور الطبيعية و ذلك لأنها
تستحيل في الكيفيات- أي يزول عنها
بعض الكيفيات- و يحدث فيها بعض آخرمثل التسخن و التبردفي
الماء مثلامع بقاء
الصورة النوعيةالمائية بحالها
في كلتا الحالتين فلو لا المغايرة بين الصورة و الكيفية للزم اجتماع وجود الشيء و
عدمه في حالة واحدة و أنه محال. و لا يخفى أن المطلوب الذي هو المغايرة بين صور
العناصر و كيفياتها إنما يحصل بإرادة الإطلاق العام من المقدمة المذكورة فالاعتراض
عليه بزوال الصورة النارية عند زوال حرارتها و كذا زوال الصورة المائية و الأرضية
بزوال الميعان و الجمود غير موجّه لعدم كونه منافيا للمدّعي لما تحقق أن المطلقتين
لا تتنافيان و إنما يتوجه لو كان المراد منها الدوام و هو مما لا حاجة إليه في هذا
المقامو البسائطمن العنصريات حقيقية كانت كما في المزاج الأولي
أو إضافة كما في المزاج الثانويإذ [اذا] تصغرت.
قال القرشي في «شرحالقانون»: تصغّر أجزاء العناصر شرط في المزاج
القوي لا في نفس المزاج و ذلك لأن المحوج إلى التصغر هو كون الفعل و الانفعال أتمّ
و أكثر و هذا لا يمنع حدوث الفعل و الانفعال بدونه و ذلك لأن الشيخ نفسه يعترف بأن
مزاج الشخص إنما يحصل من تكافؤ أعضائه الحارة و الباردة و الرطبة و اليابسة مع
أنها لم تتصغر. و اعترض عليه العلامة الشيرازي بقوله: أن مراد الشيخ ليس هو أن
حرارة القلب مثلا موجودة فيه و لا يسري إلى الدماغ و كذا برودة الدماغ موجودة فيه
و لا يسري إلى القلب و إذا وقع بينهما نسبة على حدّ ما كانت هي المزاج و إلا لكان
المزاج من مقولة الوضع و المضاف و هو باطل بل المراد أن حرارة القلب إذا امتزجت
مع
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 191