نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 146
مبادي فاعلية لذواتها، فمعين تلك الأفلاك و مفيض أجرامها إنما تكون
تلك العقول الفعالة المتقدمة عليها لا الهيئات الطارئة عليها العارضة لها المتأخرة
عنها.
السادس:أنه على ما
صوره يلزم أن لا يكون شيء من الأجرام التي هي فوق الأرض كرة مستقلة، بل يكون
حالها كحال المتممات الفلكية لكن لا يبالي هذا التحرير بالتصريح به كما فعله.
السابع:أن ما ذكره
ينافي قولهم: كل جسم فله شكل طبيعي أي صادر عن طبيعته لأن ما سوى الأرض و الكواكب
من الأجرام الفلكية و العنصرية يلزم أن لا يكون لها عنده على ما صوّره شكل طبيعي
صادر عن طبائعها.
الثامن:أن قوله: و لما
كان بين تلك الهيئات و بين تعلقات النفوس و الصور بالبواقي من المفروزات معية
ذاتية لم يلزم خلو جسم في مرتبة عن نفس أو صورة مشتمل على تناقض لأنه لو لم يكن
تعلق تلك النفوس أو الصور بالبواقي متوقفا على الفصل و الإفراز يلزم صدور الكرة
المصمتة عن كل منها على ما هو مقتضى الطبيعة الواحدة فينهدم بناء ما هو بصدده من
البيان إلى غير ذلك مما يخالف أقوال الحكماء و ينافي ما هو الحق في الواقع. و لو كان كل واحدة منها كرةللزم تحقق الخلاء في فرج تلك الأجزاءو لاستحال أن يحصل من مجموعها سطحواحدكروي متصل الأجزاءإذ
يلزم حينئذ أن يكون الفلك مجموع كرات متلاقية بينها فرج مضلّعة على حسب تلاقي تلك
الكرات فلا يلزم من تلاقيها سطح واحد كروي متصل الأجزاء لكن وجود مثل هذا السطح
ضروري ليتحدد به جهة الفوق هذا خلف.و لا سبيل إلى الثانيو
الثالثلأنه لو لم يكن كل
واحد منها كرةبل يكون جميعها
أو بعضا منها غير كرةيكون
طالبا للشكل الطبيعيعند زوال
القاسر، فإن القاسر لا يكون دائميا كما بيّن في مظانهفيكون قابلا للحركة المستقيمةفإن تبدل الأشكال لا يتأتّى إلّا بالحركة الأينية و منع ذلك لجواز
كونه دفعيا مكابرة،هذا
خلف،لأنها متقدمة على
المحدّد تقدّم الجزء على الكل فلها مدخلية في تحديد الجهات. فلو كانت قابلة للحركة
الأينية و إن كانت تلك الحركة على دائرة مركزها مركز العالم لكانت الجهة متحددة لا
بها هذا محال بيانه أن الفلك لو كان مركبا من أجزاء موجودة متفارزة بعضها عن بعض
لكان سطحه أيضا منقسما في الخارج إلى سطوح فيكون جهة الفوق متعددة يكون كل واحدة
منها قائمة و متحددة بجزء واحد من الفلك، فإذا تحرك ذلك الجزء حركة الأينية
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 146