نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 143
جسمية. و أما أجزاؤها من حيث أنها نوع مخصوص فلا تكون إلا ما تؤخذ
معها الصورة النوعية التركيبية فتندرج تلك المركبات تحت كل من هذين المعنيين إلا
ما يكون الاسم و الحد للطبيعة مأخوذة مع صفة لا توجد في الجزء كالشريان كما مر فلا
فائدة في تحليل المعنى الأخير إلى المعنيينلأنه لا يقبل الحركة المستقيمةأي الأينيّة،و
متى كانالفلك كذلككان بسيطا. أمابيانأنه
لا يقبل الحركة المستقيمةفلأن كل ما
يقبل الحركة المستقيمة إذا فرض فيه هذه الحركةفإنه متحيز إلى جهة و تارك لأخرى و كل ما هذا شأنهأي التوجه إلى جهة و الترك عن أخرى على سبيل
الإمكان و إن لم يتحقق بالفعلفالجهات
متحددة قبله لا بهمن حيث هو كذلك
لأن إمكان طلب الجهة و تركها إنما يكون بعد تحددها، و كل ما يتحدد به الجهة قبله
فهو لا يحدد الجهة لأن محددها قبلها، فالقابل للحركة المستقيمة لا يحدد الجهة و
ينعكس بعكس النقيض إلى قولنا: كل ما يحدد الجهات فهو لا يقبل الحركة المستقيمة،
ينتج أن الفلك لا يقبل الحركة المستقيمة، و إلى هذا أشار بقولهو الفلك ليس كذلك بل يتحدد به الجهات
فلا يكون قابلا للحركة المستقيمةو
اعترض عليه بأن تحدد الجهات قبل الأجسام التي هي ذوات الجهات و الحركات المستقيمة
بالجسم المحدد يوجب كون ذلك الجسم مقدما عليها لأن محدّد الجهة لما كان سببا لها
يكون متقدما عليها و هي لا يتصور أن يوجد متأخرة عن تلك الأجسام فهي إما أن تكون
متقدمة عليها أو حاصلة معها و على التقديرين يلزم تقدم المحدد على تلك الأجسام لأن
المتقدم على المتقدم و المتقدم على المعلول متقدم كما مر في بحث التلازم بين
المادة و الصورة فذلك التقدم إما بالعلية و إما بالطبع و كلاهما محالان.
أما الأول:فلاستحالة كون
الجسم علة فاعلية كما بين في موضعه.
و أما الثاني:فلأن المحدد
كما سبق محيط بسائر الأجسام و تقدم المحيط على المحاط يوجب إمكان الخلاء كما
سيجيء في إثبات تكثر العقول و هو ممتنع و جوابه أن تقدم محدد الجهات على ذوات
الجهات و الحركات المستقيمة ليس من حيث أنها أجسام بل من حيث أنها ذوات جهات فيجوز
أن يكون بالعلية بأن يكون علة لها من حيث اتصافها بهذه الصفة اللازمة لها، و يجوز
أن يكون بالطبع فإن رفع المحدد من حيث أنه محدد يوجب رفع ذوات الجهة من حيث أنها
ذوات الجهة و رفع ذوات الجهة لا يوجب رفع المحدد من حيث أنه محدد و لا نعني
بالتقدم الطبيعي إلا كون
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 143