نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 30
ثم ما يدرينا أن تكون هذه الأجسام التي لا نجد لها محركات من خارج
إنما تتحرك و تفعل[1]عن[2]محرك من خارج لا ندركه و لا نصل اليه، بل عساه أن يكون مفارقا غير
محسوس، أو عساه أن يكون[3]محسوس
الذات[4]غير محسوس التأثير أى غير محسوس النسبة[5]التي بينه و بين المنفعل عنه، الدالة[6]على أنها[7]موجبة[8]له، كمن[9]لم
ير المغناطيس[10]يجذب الحديد حسا أو لم يعرف عقلا أنه جاذب للحديد، إذ ذلك[11]كالمتعذر إدراكه بطلب العقل[12]فإذا رأى الحديد يتحرك إليه لم يبعد أن يظن أنه متحرك إليه[13]عن ذاته على أنه[14]من
الظاهر أن المحرك لا يصح أن يكون جسما بما هو جسم، إنما يحرك بقوة فيه. لكنا نضع
وضعا يتسلمه الطبيعى و يبرهن عليه الإلهى أن الأجسام المتحركة هذه[15]الحركات إنما تتحرك عن قوى فيها[16]هي مبادئ حركاتها و أفعالها، فمنها قوة تحرك و تغير و يصدر عنها
الفعل على نهج واحد من غير إرادة و قوة، كذلك مع إرادة و قوة متفننة التحريك و
الفعل من غير إرادة قوة متفننة الفعل و التحريك[17]مع إرادة و كذلك القسمة في جانب السكون فالأول من الأقسام[18]كما للحجر في هبوطه و وقوفه[19]في الوسط، و يسمى طبيعية[20]. و
الثاني كما للشمس في دورانها عند محصلى الفلاسفة و يسمى نفسا فلكية[21]. و الثالث كما للنباتات[22]في
تكونها و نشوها و وقوفها[23]إذ[24]تتحرك لا بالإرادة حركات إلى جهات شتى تفريعا و تشعيبا للأصول و
تعريضا و تطويلا و تسمى نفسا نباتية. و الرابع كما للحيوان و يسمى نفسا حيوانية و
ربما قيل اسم الطبيعة على كل قوة يصدر عنها فعلها. بلا إرادة فتسمى النفس النباتية
طبيعة[25]و ربما قيل طبيعة[26]لكل
ما يصدر عنه فعله من غير روية[27]و
اختيار حتى يكون العنكبوت إنما يشبك[28]بالطباع[29]و كذلك ما يشبههه[30]من
الحيوانات. لكن الطبيعة التي بها الأجسام الطبيعية طبيعية و التي نريد أن نفحص
عنها هاهنا هى الطبيعة[31]بالمعنى
الأول.
و ما أعجب ما قيل[32]إن
الباحث عن إثباتها من حقه[33]أن
يهزأ به و أظن[34]أن المراد بذلك أن الباحث عن إثباتها