responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 90

و يتبيّن به أنّ الوجود حقيقة مشكّكة ذات مراتب مختلفة، كما مثّلوا له بحقيقة النور 16 على ما يتلقّاه الفهم الساذج أنّه حقيقة واحدة 17 ذات مراتب مختلفة في الشدّة و الضعف، فهناك نور قويّ و متوسّط و ضعيف مثلا، و ليست المرتبة القويّة نورا و شيئا زائدا على النوريّة، و لا المرتبة الضعيفة تفقد من حقيقة النور شيئا، أو تختلط بالظلمة التي هي عدم النور؛ بل لا تزيد كلّ واحدة من مراتبه المختلفة على حقيقة النور المشتركة شيئا، و لا تفقد منها شيئا؛ و إنّما هي النور في مرتبة خاصّة بسيطة، لم تتالّف من اجزاء، و لم ينضمّ إليها ضميمة، و تمتاز من غيرها بنفس ذاتها التي هي النوريّة المشتركة.

فالنور حقيقة واحدة بسيطة، متكثّرة في عين وحدتها، و متوحّدة في عين كثرتها. كذلك‌


زائدة على الماهيّة خارجة عنها؛ مثل كونها «مقولة» أي محمولا ذاتيّا ليس لها محمول ذاتيّ؛ أو كونها ماهيّة، أي كونها مقولات على الأشياء في جواب ما هو؛ و مثل كون تسعة منها عرضا، أي كون وجودها في الموضوع. فهذه المفاهيم لم تنتزع من الأجناس العالية بما هي متباينة، بل بما هي مشتركة في أمور تحكيها هذه المفاهيم. و عليك بالرجوع إلى الفصل الخامس من المنهج الثاني من المرحلة الاولى من كتاب الأسفار الأربعة، ج 1، ص 123.

16- قوله قدّس سرّه: «كما مثّلوا له بحقيقة النور»

لمّا كان التشكيك- تشكيك الوجود- بعيدا عن الذهن، حيث إنّه وحدة في عين الكثرة و الاختلاف، فكلّما التفت الذهن إلى وحدة الحقيقة غفل عن الاختلاف و الكثرة، و كلّما التفت إلى الاختلاف ذهل عن وحدة الحقيقة، بل ربّما عسر عليه الجمع بين الاختلاف و وحدة الحقيقة، تصدّوا لذكر أمثلة و نظائر له حتّى يقرب بذلك إلى الذهن.

و لمّا كان مثال النور مبتنيا على النظر البسيط العامي، كان الأولى أن يمثّل له بالحركة. فإنّ الحركة حقيقة واحدة ذات مراتب مختلفة بالسرعة و البطء، و ليست السريعة حركة و شيئا زائدا على الحركة، كما أنّها ليست البطيئة مركّبة من الحركة و السكون. بل الحركة، و هو السيلان، قد تشتدّ فتكون سريعة و قد تضعف فتكون بطيئة. فالحركة حقيقة واحدة متكثّرة في عين وحدة حقيقتها و متوحّدة في عين كثرتها.

17- قوله قدّس سرّه: «على ما يتلقّاه الفهم الساذج أنّه حقيقة واحدة»

و أنّه عرض بسيط. خلافا لما عليه النظر الدقيق العلميّ من أنّه مركّب من ذرّات أو أمواج أو ذرّات موجيّة.

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست