النوع هو الماهيّة
التامّة التي لها في الوجود آثار خاصّة. 1 و ينقسم إلى ما لا يتوقّف في ترتّب
آثاره
1- قوله قدّس سرّه:
«النوع هو الماهيّة التامّة التي لها في الوجود آثار خاصّة»
قد عرفت: أنّ المراد من
التماميّة هنا هي التماميّة بالمعنى الأعمّ فيشمل التعريف ما كان تامّا في الجملة
كما يشمل ما كان تامّا على الإطلاق، و ذلك لأنّ الماهيّة التامّة قد تكون تامّة
مطلقا فلا إبهام لها من جهة من الجهات أصلا و هو النوع الحقيقيّ الذي لا إبهام له
أصلا- في ثبوته التعقّليّ و وجوده في الذهن- و قد تكون تامّة في الجملة فخرجت عن
الإبهام بالنسبة إلى فصل أو فصول و إن بقيت مبهمة بالنسبة إلى فصل آخر أو فصول،
كالجسم الذي خرج من الإبهام بالنسبة إلى كونه ذا أبعاد أو مجرّدا غير ذي أبعاد، و
لكنّه باق على الإبهام بالنسبة إلى كونه ناميا أو جمادا أو بالنسبة إلى كونه
حسّاسا أو غير حسّاس أو جامدا أو مائعا.
و بهذا التعريف الذي ذكره
قدّس سرّه للنوع يتصحّح كون النوع مشتركا بين الحقيقيّ و الإضافيّ و لكن لم أر
أحدا فسّر النوع بما فسّره. فإنّهم يعرّفون النوع الحقيقيّ بالمقول على الكثرة
المتّفقة الحقيقة في جواب ما هو، و الإضافيّ بالماهيّة التي إذا سئل عنها مع غيرها
بما هو، أجيب بالجنس، و لذا يصرّح المحقّقون منهم بأنّ لفظ النوع مشترك بين
المعنيين اشتراكا لفظيّا. ثمّ إنّه على ما قرّره المصنّف قدّس سرّه تكون النسبة
بين النوع الحقيقيّ و الإضافيّ تباينا كلّيّا على ما هو مقتضى القسمة و كون كلّ
منهما قسيما للآخر بينما النسبة بينهما على المشهور عموم و خصوص من وجه يجتمعان في
مثل الإنسان و يفترقان في الحيوان و النوع المفرد كالنقطة.