responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 203

الفصل الثالث [في أنّ واجب الوجود بالذات ماهيّته إنّيّته‌]

واجب الوجود بالذات ماهيّته إنّيّته 1، بمعنى أن لا ماهيّة له وراء وجوده الخاصّ به. و المسألة


1- قوله قدّس سرّه: «ماهيّته إنّيّته»

الماهيّة قد تطلق و يراد بها «ما يقال في جواب ما هو» و يقال لها الماهيّة بالمعنى الأخصّ، و قد تطلق و يراد بها «ما به الشي‌ء هو هو»، فتكون مرادفة للحقيقة، و يقال لها الماهيّة بالمعنى الأعمّ، لأنّها كما تعمّ الماهيّة بالمعنى الأخصّ تعمّ الوجود و العدم أيضا، لأنّه إن كان مصداق الشي‌ء هي الماهيّة، فحقيقته- و ما به هو هو- هي الماهيّة، و إن كان هو الوجود فهو الوجود، و إن كان العدم فهو العدم.

و الماهيّة في قولهم «ماهيّته إنّيّته» و كذا في قوله: «لا ماهيّة له وراء وجوده الخاصّ به» يمكن أن يراد بها المعنى الأوّل فيكون التركيب مجازيّا للمبالغه في نفى الماهيّة عن الواجب، كما تقول حدّه أنّه لا حدّ له، و يمكن أن يراد بها المعنى الثاني فيكون التركيب حقيقيّا مفاده: أنّ ما به الواجب هو هو إنّما هو وجوده و لا حقيقة له غير الوجود.

و الحقّ أنّ الواجب ذو ماهيّة بالمعنى الأخصّ. لأنّ مقتضى كونه وجودا شخصيّا ممتازا عن غيره، كونه واجدا لما به يمتاز عن ما عداه، و ما به امتياز كلّ موجود عن غيره هو ماهيّته التي يقال في جواب السؤال عنه بما هو.

نعم! لا يعلم ماهيّته إلّا هو تعالى، إذ «لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً».

و بما ذكرنا يندفع ما يقال: من أنّه كيف يصدق على ما به امتيازه عن غيره الماهيّة، و الماهيّة هو ما يقال في جواب ما هو، و ليس يمكننا العلم بماهيّته حتّى نقوله في جواب ما هو؟

و ذلك لأنّه لا شكّ في أنّ معنى كون الشي‌ء مقولا في جواب «ما هو» هو قبوله لذلك، و إن لم نقدر عليه؛ فإنّ عدم علمنا بماهيّة شي‌ء لا ينافي كونه ذا ماهيّة. هذا.

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست