كلّ موجود في الأعيان
فإنّ هويّته العينيّة 2 وجوده، على ما تقدّم من أصالة الوجود،
1- قوله قدّس سرّه: «في
أنّه لا تكرّر في الوجود»
لا يوجد هذا المبحث في
كلام من تقدّمه قدّس سرّه من الحكماء. فهو من مبدعاته قدّس سرّه. كما صرّح بذلك
شيخنا الاستاذ- دام ظلّه-
و لا يخفى أنّ هذا العنوان
أولى من عنوان امتناع إعادة المعدوم من وجوه:
الأوّل: أنّه أشمل منه،
حيث إنّه يشمل تكرّر الوجود من دون انعدام وجوده الأوّل، بخلافه.
الثاني: أنّه داخل في
مباحث الفلسفة لأنّ موضوعه الوجود. و ذلك بخلاف امتناع إعادة المعدوم، فإنّ موضوعه
المعدوم، و البحث عن العدم في الفلسفة ليس إلّا استطرادا.
الثالث: أنّ التعبير
بالتكرّر أولى من الإعادة، لأنّ الإعادة لكونه متعديّا يوهم أنّ الممتنع إنّما هو
صدوره عن الفاعل لا نفسه، بخلاف التكرّر فإنّه لكونه لازما يفيد أنّ المستحيل نفس
التكرّر.
و بما ذكرنا يظهر أنّه كان
الأولى تقديم هذا الفصل على مباحث العدم و ذكره في كلّيات مباحث الوجود. و لعلّه
أخّره عن مباحث العدم لتوقّف دفع الاعتراض الأوّل على عدم التمايز في الأعدام.
قوله قدّس سرّه: «لا تكرّر
في الوجود»
التكرّر و هو وجود الشيء
مرة بعد اخرى قد يطلق و يراد به تكرّر الشيء بمثله كما يقال في العدد: إنّه يحصل
من تكرّر الواحد. و قد يراد به تكرّر الشيء بعينه و هو المراد هنا و إن شئت فقل:
المراد من التكرّر هنا هو
التكرّر بالدقة العقليّة بأن يوجد موجود واحد ثانيا بعين الوجود الأوّل، بأن يكون
الثاني هو نفس الأوّل حقيقة من دون أيّ تمايز. و الاثنينيّة يستلزم التمايز،
فتكرّر الوجود بعينه تشتمل على التناقض: و هو اجتماع التمايز و عدم التمايز.
فالقضيّة من القضايا التي يستتبع مجرّد تصوّرها تصديقها. و لعلّه لما ذكرنا عدّ
الشيخ امتناع إعادة المعدوم من البديهيّات.