لنا أنها قد اشتملت على
لطف في التكليف العقلي و السمعي، و اللطف واجب لما تقدم[3] فالنبوة واجبة.
أما اشتمالها على اللطف في
التكليف العقلي، فلأنا نعلم أن السمعيات ألطاف في العقليات، فإن التجربة قاضية بأن
الإنسان إذا كان مواظبا على فعل الواجبات السمعية فإنه يقرب الى الواجبات العقلية،
بخلاف ما إذا لم يواظب.
و أما اشتمالها على اللطف
في السمعي، فلأن العلم بدوام الثواب و العقاب لطف فيه و هو لا يحصل إلا مع البعثة.
لا يقال: اللطف هو الداعي
الى فعل الملطوف فيه، و هو لا يتحقق إلا إذا علم المكلف كونه لطفا داعيا[4] و جهة دعائه، و ذلك منتف عن السمعيات
في العقليات.
لأنا نقول: نمنع وجوب
العلم بكون اللطف لطفا و داعيا، فإنه يجوز أن يعلم اللّه تعالى أن مع تكليف العبد
بالسمعيات ينقاد الى العقليات فيكلّفه بها و يكون ذلك لطفا.
على أنا نقول: العقليات قد
يتباعد أزمنة فعلها كرد الوديعة و قضاء الدين