نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 214
أقول: اختلف النّاس فى الإمام بعد الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم
فقالت الإماميّة و باقى فرق الشّيعة: أنّه عليّ بن أبى طالب عليه السّلام. و قال
آخرون إنّه عبّاس بن عبد المطّلب؛ و هم قليلون، و مع ذلك فقد انقرضوا؛ و قال باقى
المسلمين: إنّه أبو بكر بن أبى قحافة.
و الحقّ هو الأوّل و قد
احتجّ عليه المصنّف ره بوجوه: الأوّل أنّ الإمام إن كان معصوما
فهو عليّ عليه السّلام، و التّالى كالمقدّم فى أنّه حقّ؛ و بيان صدق المقدّم ما
بيّنّا من وجوب العصمة؛ و بيان الملازمة أنّ الاتّفاق واقع على أنّ أبا بكر و
العبّاس كانا غير معصومين فتعيّنت إمامة عليّ عليه السّلام.
الثّاني أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم نصّ على عليّ عليه السّلام
بالأقوال الصّريحة فإنّ الشّيعة على اختلاف طبقاتهم و تباعد أمكنتهم ينقلون تواترا
أنّ جماعة متواترين أخبروهم إلى أن انتهى النقل كذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلم أنّه استخلفه، و قال له: أنت الخليفة من بعدى و قال لهم هذا
خليفتى عليكم و إمامكم من بعدى.
لا يقال لم لا يكون هذه
الأقوال مبتدعة.
لأنّا نقول لو كان كذلك
نعلم وقت ابتدائها كغيرها من أفعال الفرق المبتدعة كما يعلم أنّ مذهب الشّافعىّ و
أبى حنيفة مثلا ظهرا فى وقتهما.
الثالث: أنّ النّبيّ ص نصّ عليه بالأفعال كما نصّ عليه بالأقوال فإنّه ظهر
له من الاختصاص به و القرب ما لم يحصل لأحد كإخائه[1] له و إنكاحه سيّدة النّساء عليها السّلام و لم يولّ عليه أحدا من
الصّحابة و لم يبعثه فى جيش أو أمر إلّا كان هو الوالى عليه و لم يقم عليه أمرا
البتّة مع ملازمته، و كثرة مصاحبته مع توجّه عينه إلى كثير من الصّحابة.
الرّابع ما تواترت به الشّيعة، نقله غيرهم من معجزاته و إخباره بالغيب و
أفعاله