نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 113
احتجّ الخصم بوجوه:
احدها: أنّ العبد إمّا أن يكون نسبة الفعل و العدم إليه على السويّة أو يجب
أحدهما. و الثّاني يلزم منه الجبر و عدم
المكنة و هو المطلوب. و الأوّل لا يخلو إمّا أن يفتقر فى إيجاده أحد الطرفين إلى
مرجّح غير القدرة أولا يفتقر؛ و الثانى محال لاستحالة وقوع الممكن المتساوى من غير
مرجّح؛ و الأوّل لا يخلو إمّا أنّ المرجّح من فعله أو من فعل اللّه تعالى، و
الأوّل يلزم منه التّسلسل، و الثانى يلزم منه الجبر؛ لأنّ عند حصول ذلك المرجّح
يجب الفعل و إلّا كان الفعل و الترك ممكنين فلا بدّ من مرجّح و يتسلسل فلا بدّ من
الانتهاء إلى مرجّح ملجئ يجب معه الفعل و ذلك عين الجبر.
أجاب المصنّف ره بوجوه:
احدها أنّ المرجّح ليس أمرا يخترعه فيكون مرجّحا بل علم الإنسان بما فى
الفعل من المصلحة هو المرجّح؛ و الوجوب لا يستلزم الجبر، لأنّه بالنّظر إلى القدرة
ممكن؛ و واجب بالنّظر إلى هذا المرجّح و هو العلم الحاصل من اللّه تعالى؛ و ليس
العلم هو المقتضى للفعل. و هكذا إذا علم اشتمال الوقت على مصلحة، و انتفائها عن
وقت آخر فإنّه يقتضي إيجاد الفعل فى ذلك الوقت.
و ثانيها أنّ القادر يترجّح أحد المقدورين على الآخر لمرجّح كما فى الهارب من
السّبع إذا عنّ له طريقان، و الجائع إذا حصل له رغيفان متساويان، و العطشان (حصل)[1] له قدحان فإنّ الفاعل يرجّح أحدهما لا
لمرجّح عند المشايخ.
و ثالثها أنّا قد أجمعنا
على اشتراط التّخصيص فى حقّ واجب الوجود تعالى و إلّا لزم الجبر على قولكم فليكن كذلك
فى حقّ العبد.