فكيف يرضى بالكفر و
تعلّقهم بادّعاء التعجيز ليس بشيء و إنّما يكون عاجزا لو لم يقدر على إجبارهم[1] و قد بيّنّا أنّه قادر.
و تقع الأفعال المتولّدة
منّا أيضا لتوجّه الأمر و النّهي إلى الفعل و التّرك و كيف لا و أصل القبائح و هو
الظّلم و الكذب متولّد.
و يقبح الألم[2] في الشّاهد، لأنّه عبث و هو أن يفعل
لغرض ممكن الوصول من دونه، لأنّه ظلم و هو ما لا نفع فيه و لا يستحقّ و لا يشارف
الاستحقاق و يدخل في النّفع دفع الضّرر و لأنّه مفسدة و يحسن عند عرائه من هذه
الوجوه و لا يقبح الألم لمجرّد الضّرر كالمستحق و لا يسمّى ضررا إلّا عند
الاستحقاق و الظّنّ في النّفع قائم مقام العلم.
و حسنه به معلوم[3] في الشّاهد كالمبايعات[4] و لا يكون الظلم[5] على هذا حسنا لنقل المنافع، لأنّ
نقلها لم يكن مقصودا فيه و حسنه لدفع الضّرر معلوم كشرب المريض الدّواء المرّ[6]، و[7] ليس في الشّاهد علم متعلّق بالتّحصيل، بل الظّنّ؛ حتّى قال
الشّيوخ:
مثله في الأكل و الضّرر
المستحقّ حسن و الظّنّ كاف فيه كمن أذنب، و غاب عنّا فإنّا نذمّه مع جواز توبته.
[و][8] الصّانع تعالى لا يفعل [الألم][9] لدفع الضّرر لقدرته على فعله ابتداء
[1] . في الأصل: اخبارهم
و ما اثبتناه موافق لنسخة «ب».