و نحن فاعلون[1] لأفعالنا الحسنة و القبيحة، لأنّها
واقعة بحسب قصدنا و الذّمّ و المدح يتعلّق بهما و الكسب هذيان[2] للزوم القول في فعل القلب على أصلهم
و يلزمهم أن لا يكون للّه تعالى[3] نعمة على كافر، بل و لا على مؤمن و أن تظهر المعجزات على يد
الكاذب[4]، فلا نثق بالشّرائع و أن يكون ظالما
جائرا و التعلّق بالحاجة إلى مرجّح و الكلام فيه كالسّالف، فلا بدّ فيه[5] من مرجّح ملجئ باطل، لأنّ المرجّح
العلم بما في الفعل من المصلحة له و كذلك في الوقت على أنّ ذلك بمنزلة طريقين
للهارب[6] من السّبع و قد أجمعنا على اشتراط
المخصّص و صدور فعل غير مشعور به ليس بشيء، لأنّا استدللنا على العالمية بالأحكام
و أين الأحكام فيما تذكرونه.
و ليس القديم مريدا
للقبائح[7] من عباده و عندنا لا يكاد الخلاف
يتحقّق هاهنا، لأنّ الإرادة هي العلم على ما سبق و إن سلّمنا قول الشّيوخ أمكننا[8] أن يدلّ عليه بالأمر و النّهي و انّ
الطّاعة موافقة للإرادة، فيكون الكافر مطيعا و أنّ الرّضا واجب بقضائه[9]،
[2] . نسب الشريف المرتضى
في رسالة «الحكايات» نظرية الكسب إلى النجارية و هم أتباع الحسين بن محمد النجار
(ت 230 ه. ق) فرقة من المعتزلة و يقال لهم الحسينية أيضا و نظرية الكسب هي أنّ
اللّه تعالى خالق أفعال العباد كلّها و ليكن للعبد تأثير فيها بقدرة حادثة و قرر
بعض الأشاعرة هذه النظرية أيضا مثل أبي الحسن الأشعري و أبي بكر الباقلاني، كما
ردّه بعض المعتزلة كالقاضي عبد الجبار، انظر: «رسالة الحكايات» في مجلة تراثنا،
16/ 118؛ نهج الحق، 125- 129؛ كشف المراد 322- 323؛ الشيعة بين الأشاعرة و
المعتزلة، 206؛ مذاهب الإسلاميين، 1/ 616- 618؛ أصول الدين لأبي منصور، 134- 137.