responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 191

و معنى هذه الآية: من يرد اللّه أن يثيبه في الآخرة بإيمانه و طاعاته التي فعلها يشرح صدره في الدنيا ليطمئنّ قلبه إلى الإيمان و يثبت عليه. لأنّه إذا انشرح صدره عند عمل يعمله، كان ذلك ادعى إلى التثبّت عليه. و بيانه أنّ من دخل بلدة فيشرح صدره عند دخولها، كان ذلك ادعى له إلى المقام في تلك البلدة فعلى هذا شرح اللّه تعالى صدر المؤمن عند إيمانه يكون لطفا له في التثبّت عليه و ثوابا ناجزا و أمارة لكونه مثابا في الآخرة و من يرد اللّه أن يعاقبه في الآخرة بكفره و معاصيه يجعل صدره ضيّقا حرجا في الدنيا عند كفره و معاصيه كيما ينزجر بذلك عنهما، فانّ من يضيق صدره عند عمل يعمله يكون ذلك صارفا زاجرا له عنه. فعلى هذا يكون ضيق صدر الكافر عند كفره عقوبة ناجزة له في الدنيا زاجرة عن التثبت و المقام على الكفر و أمارة لكونه معاقبا في الآخرة.

فأمّا قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: «إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ» [1] فالمراد بالفتنة التكليف و الشدّة، لأنّ الفتنة قد تكون بمعنى الشدّة. و قوله: «تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ» أي تهلك بها من تشاء.

و هم الذين كفروا بهذا التكليف و ضلّوا عنده. و إن لم يكن التكليف قد أضلّهم على التحقيق. كما قال تعالى: «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي» [2]، فنسب نسيانهم ذكر اللّه إلى المؤمنين لمّا نسي الكفّار ذكر اللّه عند سخريّتهم بالمؤمنين، و إن كان المؤمنون لم يحملوهم على أن ينسوا ذكر اللّه. فصحّ أنّ اللّه تعالى إنّما يضلّ عباده، بمعنى يعاقبهم، أو بمعنى أن يفعل فعلا عنده يضلّون، لا بطريقة دعوة فعل اللّه تعالى إيّاهم إلى الضلال حتّى تكون مفسدة، و لا يضلّ أحدا بمعنى خلق الكفر و الضّلال فيه، و لا بمعنى تلبيس طريق الحقّ عليه.


[1] الأعراف: 155.

[2] المؤمنون: 110.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست