responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 140

حالا؟ فهذا أيضا لا يصحّ، لأنّ القول بإثبات الحال في حقّه تعالى باطل بما سبق. فتحقق أنّه لو كان معه تعالى قديم آخر، لكان واجب الوجود بذاته، منفصلا عنه تعالى، و كان يلزمه أن يماثله، و أدلّة التوحيد التي قدّمناها تمنع منه.

و هذه الطريقة هي التي يمكن أن يستدلّ بها على جميع المخالفين في التوحيد من الثنويّة و المجوس و النصارى على ما وعدناه به.

[الرد على الثنوية]

و أمّا الثنوية فإنّهم ذهبوا إلى قدم النور و الظلمة، و قالوا: بأنّ النور يفعل الخير بطبعه، و الظلمة تفعل الشرّ بطبعها، و إنّهما كانا لم يزل متباينين، النّور في جهة العلو، و الظلمة في جهة السفل، و لكنهما يتنافيان من الجهة التي يتلاقيان فيها، قالوا: ثمّ امتزجا فحصل من امتزاجهما العالم، بما فيه. و أثبتوا للنور خمسة أجزاء، جزء منها روح في الكلّ. و كذا أثبتوا للظّلمة خمسة أجزاء، جزء منها روح في كلّها. ثمّ افترقوا ثلاث فرق، المانويّة الذين يثبتون النور و الظلمة حيّين، و الديصانيّة الذين يثبتون النور حية و الظلمة مواتا، و المرقونيّة الذين يثبتون ثالثا للنور و الظلمة.

و الردّ عليهم هو أن نقول: النور و الظلمة جسمان، و قد دلّلنا على حدوث الأجسام، فكيف يكونان قديمين؟.

ثم نقول لهم، و لم أثبتم فاعلين قديمين؟

فمن قولهم إنّ الخير و الشرّ متضادان فلا يصحّ صدورهما من فاعل واحد.

يعنون بالخير الملاذّ و المسارّ و بالشرّ الهموم و المضارّ.

فنقول: غير مسلّم تضادّ الخير و الشرّ، بل الشر قد يكون من جنس الخير، بل نفس ما يقع خيرا يجوز أن يقع شرا زائدا على إيجادها في الجنس. ألا ترى أنّ لطمة اليتيم ظلما شر، و إن كانت بنية التأديب كانت خيرا، و ما استلذّه الإنسان لاشتهائه لم يصحّ أن يتألم به و يستضرّ به، بأن ينفر طبعه عنه.

ثم و لو سلّمنا تضادّ الخير و الشرّ، فلم لا يجوز صدورهما عن فاعل واحد؟

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست